ماذا عن يسوع ؟

caravan.gif (1087 bytes)

! في الدرسين السابقين كنا نحضك على تتبع هذا الموضوع بطريقة بها تفكر ، لكي نعطيك بعضا من المؤشرات الكثيرة إلى الله ، ولكي نساعدك على الإدراك بأن الله شخص ، وحتى الآن لم نتحدث إلا قليلا عن الرب يسوع المسيح ، ولكن في هذا الدرس سنحاول أن نفحص الحق المتعلق بيسوع المسيح وأقواله بأكثر تفصيلا وسنقدم لك ما اخترنا أن نقبل كدليل كاف لما نؤ من أنه هو ( يسوع ) كما صرح عن نفسه ،لذا كان أول اهتمامنا منصباً على أقواله ، وأقواله ، كثيراً ما تتفق مع ظروفنا هنا ، ومع الآخرين هناك ، على الضفة الأخرى ( المسلمين مثلاً ) واتفقت مع آخرين في الماضي كما تتفق معنا في ظروفنا هنا ، وأقوال يسوع كانت كثيراً ما تعبر عن إجابات لأسئلة العامة من الناس وأما نحن ،وكمؤمنين بالمسيح نشعر أننا وجدنا الإجابة لمعنى الحياة في يسوع المسيح – بقبول حقيقة أنه قال عن نفسه أنه كالخروج من مغارة إلى الشمس الساطعة فجأة ، كان نور فانقشع كل ظلام ومعه شعور قاتم ثقيل – ونحن المؤمنون نحاول إشراك الآخرين في هذا الاكتشاف العجيب في تعبيرات تجعل الناس يريدون أن يكون لهم مواجهة مع يسوع المسيح . فنحن لم نولد مسيحيين لندافع عن إيماننا به ، دفاع الوارث لميراثه ، ولسنا ندافع عنه لنزيد إحساسنا بالأمان ، فلسنا بمتدينين ، نقايض الله بأعمال تزيد كفة ميزان حسناتنا مقابل كفة سيئاتنا فنتكسب الجنة

. بل ما نحاول أن نكشفه لك ، أيها الأخ / الأخت ، هو ما اختبرناه بل ونحياه الآن . فهذا أقل تقدير عن محبتنا لك ، مشاركتنا وإياك الخبر السار " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية .لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم . الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد " ( يوحنا 3 : 16 – 18 )

. في ديسمبر 1971 كان المبشر والمؤلف العالمي ذائع الصيت دكتور ى . ستانلى جونس- وكان يبلغ من العمر 87 سنة - يعانى من صدمة شلته عن الحركة وظل لخمس ساعات ملقى عاجزا تماما . دعيت ابنته بجوار فراشه وعند وصولها عرفها وأشار لها بأنه يريد أن يقول لها أمرا هاما – قال بصوت ضعيف " أيتها الفتاة .. أنا لا يمكنني أن أموت ، يجب أن أعيش لأكمل كتابا آخر – " النعم الإلهية " وبصعوبة عظمى تمت النسخة الخطية ، لكن فقط بمساعدة شريط كاسيت ، لأنه لم يستطع أن يرى أو يكتب بطريقة طبيعية – والكتاب قد نشر في ربيع عام 1974 ، أي بعد موته بعامين . وجاء عنوان الكتاب من كلمات الرسول بولس في ( 2 كورنثوس 1 : 19 و 2. )

بعد أن قضى دكتور جونس حياة مليئة بالخدمة المسيحية أغلبها كان بالهند وبعد أن اختبر مرض الشلل ، يستطيع أن يكتب عن اقتناع ثابت هذه الكلمات :-

" أخيرا ، نعم بعد وقت طويل ، قد سمعت " النعم " الإلهية فيه ، يسوع هو " النعم " … بأنه يوجد إله ، أب وراء هذا الكون يعتني بكل الخليقة ، وأن هذا الأب قد ظهر في وجه يسوع المسيح ليقول لنا " نعم " محبة أبدية قد أحببتك ، لذلك - ومن خلال ابني يسوع المسيح - أدمت لك الرحمة . والحياة يمكن أن تتغير جذريا وكليا ، وأن فراغنا يمكن أن يملأ في كل مجال من حياتنا الخارجية والداخلية يمكن أن يغزوه الروح القدس ، روح الله ، روح المحبة .

: تخطيط الــــدرس

لاهوت المسيــح

قيامة المسيـــح

غرض المسيــــح

حديث أوفر في التلمذة

تحــــــدى

: أسئلة للتفكير والتأمل

- ما أهمية طلب الإنسان إلى الله أن " يمد يده " نحونا وأن يتكلم إلينا"؟ -1
- ماذا يعمل المؤرخون مع " المسيح الأسطوري " ؟ -2
- هل هو كاف أن توافق بأن المسيح كان معلماً أخلاقيا ؟ -3
- كيف يمكن مقارنة المسيح مع مؤسسي الثلاثة أديان الكبرى في العالم ؟ -4
- هل التقيت بأشخاص اختبروا نفس التغيير في حياتهم كما اختبر التلميذ بطرس ؟ -5
- ماذا تعنى التلمذة بالنسبة للمسيحي المؤمن ؟ -6
- هل واجهت أنت شخصياً تحدى الرب يسوع المسيح لك ؟ -7

: دراسة مفــــردات

. أولى ( بديهي ) : الذي يتصل ببديهيات تعتبر أدلة ذاتية للحق

. مواجهـــــة : هي أن تأتي لمقابلة شخص وجهاً لوجه لتعرفه ، لا أن تسمع عنه فقط

. الإيمان بالأخرويات : ما تتعلق بنهاية العالم أو بأحداث تتصل به في التوقعات الدينية – كالبعث والحساب

إنجيل : الأخبار الطيبة عن يسوع المسيح ، وملكوت الله والخلاص وهى تحتل الأسفار

. الأربعة الأولى للعهد الجديد التي تتحدث عن حياة وموت وقيامة يسوع المسيح

التجســـد : تعني مجيء المسيح في الجسد ، على هيئة جسد وتتصل باتحاد اللاهـــوت

. بالناسوت في شخص يسوع المسيح

. المسيـا : الملك المنتظر والمخلص المرتقب لليهود ، القائد المقبول لتحقيق أمل أو رجاء

:تطوير الــدرس

: " أنا أريد من الله أن يمد يده نحوي ويكشف وجهه لي وأن يتحدث إلى " هذه هي طلبة إحدى الشخصيات – الختم السابع – في رواية انجمار برجمان ، فمن الملاحظ أن الأدب ملئ بمثل هذه التعبيرات التي توضح يأس الإنسان وإحساسه بالوحدة في الكون المترامي الأطراف – وربما كانت أعظم صرخة هي الآتية من قلم شكسبير حيث وضع هذه الكلمات على فم ما كبث عند سماعه بموت زوجته

. ……. خارجا ، خارجا ، أيتها الشمعة المضيئة

فما الحياة إلا خيال سائر ، عابث مسكيـــن ،

قصيرة ساعاته ولا يطول دوره على خشبة المسرح

وعندها لا يسمع بعد . إنها قصة قبلت بواسطـــة

. إنسان ساذج ، أحمق ، مملوءة ضوضاء وهياجــا

وهذه الحياة بلا معنى .. ( ما كبث الفصل 5 المشهد 5)

. إننا نخاطب أنفسنا بمثل هذا الشعور باليأس البشرى الذي بها كتبت هذه العبارات

. في الدرس الأول حاولنا بناء قضية قوية بالنسبة لك لكي تعطى نفسك دراسة أمينة لهذه المادة . وفى الدرس الثاني كان الهدف هو كشف المؤشرات الكثيرة فيما يتعلق بالله ولكي نظهر بأن الله يجب أن يعبر عنه بالضمير العاقل وليس بضمير غير العاقل والآن نحاول أن نتأمل في شخص المسيح

! فهنا نصل إلى ما يمكننا أن نطلق عليه " عثار المسيحية " ، ألا وهو : الاعتراف بالإنسان يسوع المسيح . هذا الإنسان الفرد الذي نفذ فيه حكم الإعدام – صلباً – في فلسطين في العام الثلاثين ميلادية ، على أنه " المسيح " ( الممسوح والمختار ) من الله .بل على أنه ابن الله الخاص ، ومركز كل التاريخ البشري ومعياره . ولكن أليس ضرباً من الجنون أن نجعل هذا الإنسان الفريد في كل شئ ( ميلاده ، حياته ، موته ، قيامته ) مزوياً في ركن مهمل من أفكارنا ، ونقبل ما سمعناه عنه بلا فحص وتدبر

والكلام عن يسوع المسيح ، دائماً ما يكون مرتبطاً بكلمتين ، الله / الإنسان وهذا ما يميزه عن غيره .فمن خلاله نعلم أن الله أظهر نفسه ، الإنسان ليس وحده في الكون ، فالله لم يتحدث إلينا في الطبيعة فقط لكنه أيضا مد يده نحونا في ابنه يسوع المسيح ." الذي هو ( المسيح ) بهاء مجد الله ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عبرانيين 3:1 )

. والقول " رسم جوهره " هو في اليونانية " نفس شخصيته وطبيعته " واليونانية القديمة تستخدم هذه العبارة لكي تكشف عن وجه قطعة نقدية والختم الذي عليها أو النقش الذي فوقها ، لذلك فالكاتب هنا في الكتاب المقدس ، وباستخدامه هذا التعبير يقصد أن يقول بأن المسيح هو الممثل تماما لطبيعة الله .ومع ذلك فقد كان معنا( زمانا ومكانا) وكان جزءا من ا لتاريخ البشرى . ولهذا فمن الأهمية العظمى أن نتأمل شخص الرب يسوع المسيح بعناية ودقة

:لاهــوت يســوع

: كتب أحدهم يقول : " قال واحد من قادة جيوش نابليون : " إن يسوع لم يكن ابن الله بل كان قائداً جسوراً مثل نابليون نفسه" . فاعترض نابليون على ذلك قائلاً : " إن يسوع هو القائد الوحيد الذي استطاع أن يفعل ما لم يفعله أي قائد آخر ، لقد كان يسوع شخصية فريدة ، ولديه من الملكات من لم يتوافر لغيره ، وهذا طبيعي جداً ، ولكن المزية العظمى التي امتاز بها المسيح هي أنه أفاض من قدرته الشخصية على تلاميذه ن وهو ما يعجز عنه أي شخص آخر ؛ فتلاميذ يسوع امتلكوا الكير من المزايا التي تحدنا عن امتلاك يسوع لها ، أما جنود نابليون ؛ على سبيل المثال ؛ فلقد قال عنهم

" أنا أعرف الرجال ، لكني أقول لك إن يسوع المسيح ليس رجلاً عادياً .. فلدي من التأثير ما يجعل الجنود يقدمون على الموت من أجلي .. أن بريق عيني ؛ وصوتي وكلماتي تشعل ناراً مقدسة في قلوبهم . أجل ، أنا أملك سر هذه القدرة الخفية التي تشجع النفوس ، ولكني لا أستطيع أن أفيض بجزء منها على أي شخص كان . ولم يتعلم أحد من القادة الذين يعملون معي ملك هذه القدرة ، ولا أملك الوسائل التي أخلد بها اسمي " .

ولننتقل من هذه الفقرة إلى بماذا يؤمن أتباع المسيح الأمناء ؟

. إن تعليم المؤمنين مستقيمي الرأي يثبت بأن يسوع المسيح هو الله وقد ولد من عذراء وأجرى المعجزات ، مات على الصليب لأجل خلاص جميع الناس، أكمل خطة الفداء في قيامته من الأموات وصعوده للأب . والآن يملك كرب الأرباب وملك الملوك –و ياله من إعلان ؟ ليس فقط الكنيسة هي التي أعلنت هذه الأقوال بل المسيح نفسه صرح بها كحقائق

: والآن تأمل معنا ولو للحظة ، هذه التصريحات العجيبة ، والتي نعرض - مناقشين - منها أربعة أوجه تستجيب لهذه الأقوال الأكيدة العجيبة قال بها الناس ، منها الخطأ ومنها ما هو صواب وهى

. كان يسوع شخصا خرافيا – كاذبا – خادعا – معتوها ( مختل العقل ) أو هو رب

: كان شخصا خرافيا

إن أخطر اعتراض للاهوت المسيح هو النظرية القائلة بأن المسيح وتلاميذه كانوا أشخاصاً خرافيين ، غير أن معتنقي هذا المذهب قلة من الناس ،وفي الغالب منتشرين في الغرب ولا وجود لهم في الشرق ،و لهذه النظرية العديد من المجموعات التي تتبعها . و يعبر عنها أساسا بطريقتين . ولقد قال أحدهم هذه العبارة " لقد أحسن المؤرخون صنعا اليوم إذ قد أبعدوا المسيح كشخصية تاريخية " ، لقد قال هذه العبارة ماركسي كان يحاول الوصول إلى مركز سياسي بولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية – ثم أن أستاذ فلسفة بجامعة كاليفورنيا يدعى افـروم استرول قال : " من المحتمل أن يسوع كان شخصاً حقيقياً غير أن قصصا خرافية كثيرة قد قيلت عنه جعلت من الصعب على الدارسين أن يحددوا أي شئ عن شخصه الحقيقي " .

: في هذه العبارة حكم على أتباع المسيح بأنهم قدموا للعالم قصصا كاذبة عن المسيح . ويبدو أن الحكم عليهم سليما لأن سكان فلسطين في القرن الأول كانوا ينتظرون " المسيا " أو مخلصا كانوا قد وعدوا به – بواسطة أنبيائهم عبر تاريخهم وافترض - قائل العبارة - أن تلاميذ المسيح قد قدموا فيما بعد ادعاءات عن المسيح تقول بلاهوته . ويشير الأستاذ " جون . و . مونتجمري " إلى العديد من الأسباب التي تجعلنا لا نقبل هذه الفكرة نذكر منها

أولا : يوجد فارق عظيم بين الفكرة التي لدى معظم اليهود عن المسيا عن تلك التي رسمها المسيح لنفسه ،

. فلم يكن من هذا النوع الذي كانوا ينتظرونه . ومن الممكن أن يكون ممثلا من وجهــــة نظرهم

ثانيا : كان رسل المسيح وأتباعه أناسا على مستوى أخلاقي عال ، وهم كيهود متدينين ، نعلم بأنهم

كانوا متحفظين جداً في ذكر لفظ الجلالة - الله - إذ لا يجوز لليهودي لمس أو لفظ اسم الله وكان

هذا يعد تقليديا معروفا بين كل اليهود . فكيف لنا أن نقول بأنهم قالوا على الله هذا القول ، عن لم

يكن ما خبروه صحيحاً؟. وعلى هذا الخط نرى أنه من الصعب أن نؤمن أنهم نسجوا مثل هذه

. القصة

ثالثا :أن الدليل التاريخي للقيامة لا يمكن أن يكون اختراعا من أتباعـه في محاولة اعتبار المسيح إلها – فحياة

يسوع قد درست خــلال أعوام قليلة بعد موته . فليس هناك وقتا كافيا للخرافة والاختلاق لتدون في

السجلات المبكرة . وعلى الأقل كتابين مما كتب عــن حياته ، هما سجلات معايشين له ( إنجيلا متى ويوحنا)

ثم أن الكتاب الآخرون أيضا ، كانت لهم فرصة الدخول ليكونوا معايشيـن ، وكذا نقلوا عن مصادر أولية .

والحقيقة هي أن تلاميذ المسيح صوروا في رقائق العهد الجديد ، بأناس من الصعب أن يقتنعــون مفتوحين

للشك . وهم بكل يقين ليسوا من نوع الرجال الذين يقتنعـوا بنوع القصص الخرافية عن يسوع حتى يمكنهم

أن يقنعوا عددا أكبر من العالم لفترة تصل إلى ألفى عام بأن يسوع هو الله . ومع أن هذا أمر خطيرو يجب

بعاده كأمر غير معقول بل ومستحيل .والاعتقاد بأنه لم تكن هناك شخصية تاريخية تسمى يسوع المسيــح

جعل ممن يعتقد بهذا الاعتقاد شخص يجهل بكل بساطة الدلائل الأخرى الكثيرة المتصلة بوجوده . وقـد

عبرالأستاذ ف . ف . بروس الأستاذ بجامعة مانشستـــــر بإنجلترا عن ضعف هذا الأمر حين قال :-

قد يلعب بعض الكتاب بلعبة مؤداها أن المسيح "خرافة" ، لكنهم لا يفعلون ذلك على أساس دليل تاريخي .

فحقيقة تاريخية المسيح وهــى حقيقة تاريخية بديهية مسلم بها كحقيقة يوليوس قيصر . أن التاريخ لا يمكن

. أن يقول بخرافية المسيح

هل كان كاذبا حقا ؟

. هل قصد يسوع خداع الناس ؟ وهذه التهمة لا تبدو أنها معقولة لمعظم الناس حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يؤمنون بلاهوته ، فهم عادة يؤمنون به أنه رجل صالح – وهم يقدرونه كرجل ذي أخلاقيات عالية ومستويات أدبية سامية ، معلم عظيم وفيلسوف أدبي هام ، ومثال عظيم يحتذى ويتبع

لقد هاجم توماس باين (1737- 1809) المسيحية في كتابه " عصر العقل " لكن هذا الرجل المهاجم قال عن يسوع " لا شئ هنا يمكن تطبيقه حتى من بعيد أو مقارنته بالأخلاق الحقيقية التي ليسوع المسيح . فقد كان فاضلا جليلا. والأخلاق التي نادى بها كانت من أعظم وأسمى نوع ، ومع أن أنواعا مماثلة للأدب قد نودي بها عن طريق كونفشيوس وبواسطة بعض الفلاسفة اليونان قبله بكثير من السنين … وبواسطة أناس صالحين كثيرين من الأجيال فلم تصل أية واحدة منها إلى سمو أخلاقيات المسيح " . كان المسيح أعظم أخلاقي رآه العالم على وجه العموم والإطلاق ، فهل يمكن أن يكون في نفس الوقت مخادعا كاذبا ؟ وهل يمكن أن يخدع عن عمد وقصد رجل صالح، الجماهير بادعائه أنه الله الظاهر في الجسد ، وان لم يكن في الحقيقة كذلك ؟ فقد أعلن في وضوح لجيله بأن الشيطان هو الكذاب والخداع وأبو كل كذاب . وأن من يكذبون هم أبناء إبليس ( انظر يوحنا 44:8) فقد قال عن نفسه أنه ابن الله . فان كل ادعائه هذا مرفوضٌ فكل حياته وخدمته وتعليمه وسيرته يكون لها معنى أقل بالنسبة لنا اليوم . لكن حياته وخدمته وتعليمه وسيرته وفى ثبات آزرت ادعاءاته بأنه الله فقد قال عن نفسه : " ألست تؤمن أنى أنا في الآب والآب في ، الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال . صدقوني أنى في الآب والآب في وآلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها ( يوحنا 14: 1. - 11) لم تكن ليسوع سيرة بأنه كاذبا – وإلا فلا يثبت ما قاله – ولا يمكن أن الفلاسفة ذوى الأخلاقيات السليمة أن يتهموه بذلك .

هل كان يسوع معتوها أو مختل العقل ؟

. إن الطريقة الوحيدة التي بها يقبل الإنسان يسوع كأعظم رجل أخلاق ولكن ليس كابن الله هي أن يؤمن بأنه كان مختل العقل أو غير متزن عقليا أو أنه كان مخدوعا ، وهذا لا يبدو كاستنتاج معقول ، لأنه لا يمكن لشخص مختل العقل أن ينجز شيئا به يعتبر أعظم من وطأت قدماه الأرض

. طلب قارئو مجلة " المختار " من هـ ز ج . ويلز أن يختار أعظم شخصية عاشت على وجه الأرض . ومع أن ويلز لم يكن مسيحياً ، إلا أنه اختار يسوع المسيح . وقال عنه : إنه يعرف كثيراً من الناس اعتبروا يسوع " أكثر من إنسان " ؛ ولكنه ؛ كمؤرخ ، غفل عن هذه الحقيقة ، واعتبر يسوع إنساناً ، تماماً مثلما يجب على الفنان أن يرسمه كإنسان "

: وشرح ويلز ، لماذا أعطى يسوع المكانة الأولى ، قائلاً

. " إنه يستحق هذه المكانة بفضل الأفكار الغنية التي طرحها ، والقيمة المميزة التي منحها للشخص من منظور أبوة الله ومفهوم ملكوت السماوات . وهذا يعتبر أحد أهم التغييرات الثورية العظيمة التي أثرت في الفكر البشري وغيرته .. إذ أن المعيار الذي يقيس به المؤرخون عظمة أي شخص ، هو ما خلفه وراءه لكي يثمر في البشرية ، وهل ساعد البشرية على أن تفكر فكراً واسع الآفاق يستمر من بعده ؟ فبناء على هذا المعيار ، يحتل يسوع المكانة الأولى "

وبالرغم من هذا يوجد بعض الناس من اختاروا تصديق هذا الادعاء ، فشخص كالبرت شواتزر (1875- 1965) الطبيب البشرى والفيلسوف في كتابه " مطلب إلى مسيح التاريخ " اتخذ موضع من اعتقد بأن المسيح قد اتخذ فكرة أمينة غير سليمة عن طبيعته ، وأحس بأن يضع يسوع في موضع من هو مريض عقلياً ، ثم أنه حاول أن يرى بأن الإنسان يسوع " يمكن أن يكون عاملا لكنه يفكر عن نفسه أفكارا أخروية كابن الإنسان الذي سيأتي في نهاية الدهر بجند السماء ليدين العالم

. لقد كان عمل دكتور شويتزر عملا أمينا ، محاولة بشرية لتوضيح من هو يسوع بقرينة الأشياء التاريخية ، غير أنه تبقى هذه الحقيقة أن شرحه غير كاف إذ ينقصه الإشباع ، و نحن ببساطة لا يمكننا أن نتجنب النتيجة التي تقول بأن يسوع لم يكن عاقلا أو أنه فكر في نفسه كابن الله المتجسد وهو لم يكن كذلك . إذ أنه في ضوء سلامة وصحة تعاليم يسوع لا يمكن أن نقبل ذلك بكل بساطة ، فقد كان سليم العقل صحيحه . وقد قال العالم النفساني ج . ت . فشر فيما يتعلق بيسوع الصحيح :- إن كنت توجز جميع المقالات التي كتبت بواسطة علماء النفس المتخصصين في موضوع الصحة العقلية ، لوجدتهم جميعا - لو فعلت كل هذا - من المستحيل أن تصل إلى مستوى ما قاله يسوع في العظة على الجبل – إنجيل متى 6و7و8 . ولا يمكن مضاهاة كل ذلك بما قاله المسيح . وفى الحقيقة لمدة ألفى عام وقد أمسك العالم المسيحي في يده بالإجابة الكاملة لما يقلق العالم الذي يتخبط في أشواقه غير المجدية . وهنا - في أقوال وتعاليم المسيح - تستقر أصول الحياة البشرية الناجحة مع الصحة العقلية والاطمئنان

هل يسوع حقا رب ؟

. إن لم يكن بمقدور أحد أن يثبت أن يسوع كان شخصية خرافية علم به أتباعه أو أنه كان مخادعا أو أنه كان مخدوعا في نفسه أو أنه كان مختل العقل ، حينئذ لا يوجد أمامنا سوى بديل واحد وهو يتحتم أن يكون المسيح كما قال هو عن نفسه – المسيح ، ابن الله وابن الإنسان

عندما كان يسوع في العلية مع تلاميذه قال لهم أشياء كثيرة ، واحد من هذه الأشياء هو " أنتم تدعوني معلما وسيدا وحسنا تقولون لأني أنا كذلك " . يوحنا 13: 13 ونحن الآن ، علينا مسئولية حمل ما قاله يسوع محمل الجد ، والتصديق . وهكذا يمكن أن يوضع السؤال أمامنا كالآتي : هل يسوع المسيح هو رب أم لا ؟

. وبقدر ما يبقى المسيح مجرد إنسان عبقري خارج أنفسنا فلا يوجد اتصال شخصي بيننا وبين الله الحي . والنظرة الضرورة هي أن تقبله كرب لك وأن تعرفه شخصيا واختباريا

. وقد حاولنا أن نرى هنا بأن البرهان للمسيح يسوع هو سلامته العقلية والسجل المدون في الأناجيل الأربعة يظهر كماله ، وطبيعته التي هي بلا خطية ، وبراهين أخرى يمكن أن تأتى من الجانب التاريخي عبر القرون التي لرسالته التي لا تنتهي بالختم الإلهي والمصادفة السماوية أو السلطان والمعجزات . وحيث ذهبت المسيحية أخذت معها ما يفيد الأفراد مع الإحساس بالمسئولية للخدمة لله وللآخرين

ويقول " جوش مكدويل " في كتابه " برهان يتطلب قرار " : " يحتاج جوابك على سؤال " من هو المسيح ؟ " إلى ذهن قوي متيقظ . إنك لا تقدر أن تقول ببساطة أنه معلم عظيم وكفى ، فليس هذا صحيحا . فإما أن يكون مضلاً أو مجنوناً ، أو إلهاً . ويجب أن تختار . .. إن البرهان لا يدحض ، على أن يسوع هو الله ، على أن البعض يرفضون البرهان الواضح بسبب علل أخلاقية ، ولكن علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا لنقرر هل كان يسوع كاذباً أو مجنوناً أو رباً وإلهاً ، كما قال هو عن نفسه ؟

والبعض من الرافضين لفكرة أن يكون المسيح هو الله الظاهر في الجسد ، ربما يكون الدافع لاعتراضهم هو عدم تصورهم أن الله الكلي الجلال ، من غير اللائق له أن يتخذ صورة الإنسان ! . ولهذا وضع " جوش مكدويل " فرضاً عظيما ألا وهو :

. " لو أن الله صار إنساناً ، فكيف يجب أن يكون ؟ أو هل كان ليسوع المسيح صفات الله ؟ …. يجب أن يملك كل صفات الله ، ويدخل عالمنا بطريقة لم يدخله بها أحد من قبل ، ويعمل أعمالاً معجزية ، ويكون بلا خطية ، ويترك أثره العظيم الباقي على العالم كله ، مع أشياء أخرى عظيمة

. وإنني أعتقد أن الله جاء إلى العالم في المسيح ، وأن المسيح أظهر كل صفات الله ، ولننظر الآن إلى هذا المخلص

: لو أن الله صار إنساناً ، فإننا نتوقع منه أن

. يدخل إلى العالم بطريقة غير عادية 1
. يكون بلا خطية 2
. يجري المعجزات 3
. يكون مختلفاً عن كل ما عداه 4
. يقول أعظم ما يقال 5
. يكون تأثيره شاملاً ودائماً 6
. يشبع جوع الناس الروحي 7
يكون له سلطان على الموت . ( نقلاً عن كتابه : برهان يتطلب قرار - ص 133 - 134 ) 8

. فجميع الأدلة تاريخيا وأخلاقيا ونفسيا واختباريا هي شاهدة ليسوع المسيح كرب . ، على أن يسوع هو الله ، رغم أن البعض يرفضون البرهان الواضح بسبب علل أخلاقية ، ولكن علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا لنقرر هل كان يسوع كاذباً أو مجنوناً أو رباً وإلهاً ، كما قال هو عن نفسه ؟.إلا أنه قد يرفض البعض الأدلة بسبب ميراثهم العقائدي ، الذي ورثوه من بيئاتهم ، إلا أنه يجب أن تكون هناك أمانة أخلاقية أدبية في اتخاذ قرار لنفسك عمن كان يسوع ومن هو

: قيامة يســـوع

تقوم كل ديانات العالم العظمى على افتراضات فلسفية ، ما عدا أربع منها ، تعتمد على شخصيات مؤسسيها أكثر مما تعتمد على الفلسفات . والمسيحية وحدها هي التي تنادي بأن قبر مؤسسها فارغ !

إبراهيم أب اليهودية - مات منذ نحو 19.. ق . م دون أن يدعي أحد أنه قام . وفي الكتابات الأولى القديمة عن بوذا نقرأ عن موته ، ثم التعليق بأنه " بهذا الموت لا يبقى شئ بالمرة " .

. ولقد مات نبي الإسلام في الثامن من يونيو 632 م بالمدينة ، في الحادية والستين من عمره ، ويزور قبره اليوم ملايين المسلمين بانتظام . وكل هذه الملايين من أتباع اليهودية أو البوذية أو الإسلام ، يقرون بأن مؤسسي دياناتهم قد ماتوا ولم يقم أحد منهم من تراب الأرض

أما المسيحية فتقوم على حقيقة قيامة المسيح ، فقد قال هو انه ذاهب لأورشليم ليصلب وفي اليوم الثالث يقوم . فلو كانت القيامة باطلة لكانت المسيحية كلها باطلة ، وهذا ما أكد عليه الرسل ( تلاميذ المسيح ) غذ نجدهم يقولون : " وأعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه ، وبه أيضاً تخلصون عن كنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به إلا إذا كنتم آمنتم عبثاً ، فإني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً ، أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب ، وأنه دفن ، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب . وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمس مئة أخ أكثرهم باق إلى الآن ، ولكن بعضهم قد رقدوا . وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين ، وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا لأني أصغر الرسل ……. وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا ، وباطل إيمانكم . ونوجد نحن أيضاً شهود زور لله ، لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح … " ( 1 كورنثوس 15 : 1 - 17 )

. ولكل هذا فإن المسيح لا يمكن أن يقارن في هذه الناحية ، لأنه لم يعلم فقط بأنه يموت على الصليب بل علم أيضا أنه يقوم ويحيا ثانية بعد ثلاثة أيام ، وهذه جميعها قد حدثت كما سبق وقالها ، والثقاة الذين سجلوا حياة المسيح كانوا معايشين له ، ومعهم آخرون كثيرون ، وقد شهدوا لحقيقة قيامة يسوع المسيح

. إن قيامته لهى معجزة العهد الجديد ، وهى أيضا معجزة تحمل أهمية عظمى لكل البشر ولكل عصر لقد كانت هناك محاولات إخفاء وردم ، وعدم تقدير هذه الحقيقة التاريخية الخارقة للطبيعة ، فقد قال البعض بأن المسيح في الحقيقة لم يمت إطلاقاً ، لكنه فقط أغمى عليه بسبب الألم والتعذيب ، وهناك فكرة أخرى قديمة قدم القيامة نفسها تقول بأن جسد المسيح قد سرقه أصدقاؤه من القبر ( متى 28 : 13 )، وآخرون قالوا أن أعداء يسوع المسيح قد سرقوا جسده

ثم فكرة أخرى قيل فيها بأن القبر لم يكن بالحقيقة فارغاً ، بل أن أتباع المسيح قد قبلوا رؤية خارقة للطبيعة للمسيح وقيامته وهي تظهر بأن روح المسيح ماكث معهم ، بمعنى آخر أنها لم تكن بالحقيقة قيامة بالجسد بل هي قيامة بل هي قيامة بالروح

! وتقول نظرية رابعة ، أن أتباع المسيح قد كانوا مستغرقين في الحزن وكانت رغبتهم في أن يروا يسوع حياً ، وهذه الرغبة كانت شديدة حتى أنهم اختبروا تهيؤات عصبية ( هلوسة ) أو أنهم كانوا ضحايا خداع بصري . ثم آخرين قد قالوا بأن جسد يسوع لم يكن مطلقاً في القبر ، وأنه لم يدفن بالمرة ، بل وضع في جب مع جسدي اللصين اللذين صلبا مع يسوع . والبعض اعتقد بأن تلاميذ المسيح والمتشيعين له قد ذهبوا ببساطة لقبر غير قبر المسيح ( أي ضلوا عن القبر الصحيح )

وكل هذه الأقوال يجب أن ترفض، لماذا ؟ لأربعة أسباب عظمى على الأقل :-

أولا : هذه النظريات تعكس نطاقا متسعا من التوضيحات تناقض بعضها ولا تتفق مع السجل المدون

. للقضية

ثانيا : لا يوجد سبب معقول للحكم على أشياع المسيح بأنهم أما أن يكونوا كاذبين ، أو مختلقين ، أو أغبياء

. متبلدين

ثالثا : لقد شوهدت قيامة المسيح من أكثر من 5.. شخص وقد رأوه في أوضاع عديدة بعد القيامة وفى

حالات ظهوره ، ذلك لأن الرسول بولس يسجل " وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أكثرهم باق

إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا " 1 كو 15: 6( لاحظ أن الرسول بولس يقدم تحريات بالتأكيد على أن هــؤلاء الشهود لا يزالوا أحياء ومن الميسور سؤالهم ، مثلما قال بولس عندما كان يقدم دفاعه في البلاط

. الروماني " هذا لم يفعل في زاوية " أعمال 26 ، 26 )

رابعا : يقول المؤمنون المسيحيون بأن لهم الحق والنور والحياة والقوة،فهذا يصير من غير المنطق أو

المعقول ، ذلك لأنهم يؤسسون هذا على قيامة المسيح إن لم تكن القيامة قد حدثت فعلا . وأكثر من هذا كثير

من الشهود رضوا بالموت عن إنكار حقيقة أن يسوع قد قام من الأموات انهم لا يمكن أن يضحوا

بحياتهم لأجـــل وهم – يعرفون أنهم مخدوعين فيه ، إن القيامة قد حدثت فعلا ، وهى ليست ألعوبة أو

. أضحوكة ، لكنها حقيقة

هذا دليل آخر للاهوت المسيح ، كما هي الحقائق التي تحيط بموتـــه ،وسيلة قد استخدمها الله في العهد القديم لتعليم الشعب طرفه ، كانت عن طريق الأشياع الذين قدموا لهم رسائل الله . هذه الرسائل تحمل الكثير من التنبؤات ، فعبر القرون تحدث واحدا بعد الآخر من رجال الله ، عن المسيـا المزعوم ، والمخلص المنتظر ، وكل ما قيل عن مولده ، حياته ، خدمته ، موته ، قيامته ، جميعها قد تمت بكاملها في يسوع المسيح .

. والكثير يمكن أن يقال عن القيامة ، ربما يمكنك أن تدرس هذا الأمر بتفصيل أدق في مصادر أخرى ، لكن دعني أوجز هذا الجزء الهام في عبارات أحد دارسي العهد الجديد ، وهو دكتور برنا رد رام

. " يقبل المؤمنون المسيحيون قيامة يسوع المسيح بأنها حقيقة تاريخية ، والمؤمن قد وجدها مقنعة بسبب إيمانه المسيحي ، ومنطقها يوجد في علم لاهوته المسيحي . وحقيقتها التاريخية ثابتة لا تدحض ، العهد القديم يقدم لها شهادات واضحة ، تنعكس من خلال صفحاته ، وتثبت صفحات العهد الجديد صحة الحدث ، وكذا في تاريخ الكنيسة في كتابات الآباء وفى قوانين الإيمان المبكرة

: غــرض يســوع

. إن كان يسوع المسيح هو ابن الله وهو قد مات على الصليب وقام من الأموات فما هو المعنى الحقيقي والهدف الخفي وراء هذا ؟ حسنا ففي قلب المسيحية نجد شخصه والأفراد يواجهون أو يلتقون وجها لوجه مع المسيح يسوع

. ربما كانت أوضح طريقة لفهم غرض المسيح ، آتيا إلى العالم ، هي أن ننظر إلى إحدى الصور الكلاسيكية للمواجهة بين يسوع وشخص آخر ، ولاحظ التغيير البطيء لشخصية أحد أتباع يسوع الأولين ، سمعان بطرس .. الصياد الجليلي

. كان سمعان صيادا بحرفته ، قد تعب من العمل في الشمس وكانت عليه رائحة العراء – كان متسرعا ، حاد المزاج – متهور ، و أندراوس أخو سمعان هو الذي قدمه ليسوع وقد قال له " أنت سمعان بن يونا – أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس " ( الصخرة ) ( يوحنا 1: 12) لقد رأى يسوع التغيير الذي سيحل بسمعان وأظهر ذلك بتغيير اسمه إلى بطرس الذي يعنى صخرة . لقد عرف يسوع المسيح الذي سيحدث ، فغير سمعان " المتزعزع والمتحير " إلى بطرس الذي يصير . صخرة صلدة

. هذه هي الطريقة التي يرى بها المسيح كل شخص – فهو يرى ويعرف ضعفاتهم وهو يعرف جيداً كيف يجعلهم أقوياء كاملين أصحاء في شخصياتهم . إنها الطريقة التي يراني بها وهى الطريقة التي يراك بها أنت

. قد تقول : أنا لم أقبل يسوع فكيف يعرفني ؟ حسنا دعني أقول لك بأن أعماقك وأفكار قلبك هي ككتاب مفتوح بالنسبة له . قد تكون هناك أسرار مخفاة عن كل العالم لكن لاشيء يخشى عليه . يسوع يعرفني وهو يعرفك

. يسوع يتبع طريق كل إنسان يولد ، أملا ومحاولا عند نقطة ما ، أن يستحوذ انتباهه

: حديث أوفر في التلمذة

. حقيقة أنك ما وصلت إلى هذا الحد في الدراسة ، لم تكن صدفة .. وهنا سنتعرف معاً على يسوع من خلال اختبار بطرس. ويمكنك أن تختبر اختبار بطرس مع يسوع

كيف جاء التغيير في حياة بطرس ؟ توجد أساسا ثلاث خطوات :-

. الأولى : كان يوجد عمل إرادي من جانب بطرس فقد قام بتسليــم نفسه إراديا للمسيح ، توجد أوقات فيما بعد عمل فيهــا أخطاء لم يكن كاملا دفعة واحدة . توجد مناسبات تعجــل الحديث وتسرع في العمل وقدم مواعيد في استعجال غير أنه كان قد قدم نفسه للمسيح واستمر يتبعه ويؤمن ويثق فيه ، ويبطئ وبدأ يفهم ويتغير إذ قوى تأثير المسيح في حياته

. الثانية : أدرك بطرس بأنه ينبغي أن يقبل المسيح عقلياً دون تردد أو تحفظ ، فقد سلم أولا إرادته (قلبه) وعواطفه(شعوره) ليسوع ، لكن بطرس عرف أيضا بأنه يجب أن يفعل نفس الشيء بذهنه وعقله .انه لم يتوقف عن التفكير ولم ينتحر عقليا لكنه قرر مصمما أن يثق في يسوع رغم الأسئلة غير المجابة ، والحيرة الشخصية ، أو كما يبدو اعتراضات منطقية ، هذا ما يسميه يسوع بالإيمان وقد علم بأنه إن استطاع أن يكون لإنسان إيمان ليؤمن ويصدق حتــى دون أن يرى يسوع فحينئذ يأتيه يقين وفهــم وإدراك نتيجة لهذا الإيمان " يوحنا 2. : 29

. الثالثة : قدم بطرس ليسوع طاعة كاملة دون تساؤل بقية حياته .هذا هو الامتحان الفعلي للتسليم . انه الاستعداد لاتباع المسيح دون معرفة سبيل الرحلة معه معرفة تامة . ودون إن يتوقع أن تكون سهلة دائما . هذا ما يسميه ديترتش بونهوفر (1906-1945) بالتلمذة ، لقد كان بونهوفر شابا لكنه كان كاتبا ألمعيا و رجلا ضليعا و قد ترجمت كتاباته لعدة لغات منها العربية . راجع كتابه " اتباع المسيح "

. إن مواجهة أو لقاء يسوع لهو أمر مكلف . انه يعنى إخضاع إرادتك الخاصة لإرادة الله – قد يبدأ بطرس باتباع يسوع دون أن يعرف التكاليف كاملة لما كان يفعله . وإذ نمت المشاكل التي واجهها إلى اكبر حد ممكن ، وجد أيضا أن إيمانه قد نما – و قد وجد أيضا أنه رغم الصعوبات فالحياة تكون افضل عندما يوجهها للمسيح

. هذا هو غرض مجيء يسوع حتى يصير أبناء الناس أولادا لله ، بصيرورة ابن الله ابن الإنسان . الله يريد أولادا يشاركونه الحياة و النشاط إلى الأبد و هذه هي الطريقة التي اختارها لإتمام غرضه . إن جميع الناس فقط نظير بطرس يمكن إن يتغيروا تحت تأثير المسيح يسوع ،هذا موضع تساؤل لكن يسوع المسيح هو حي لا يزال يوجد من يحبونه و من يكرهونه يوجد شعور لمحبة المسيح و شعور معاد للمسيح . و حتى الإحساس بالحقد الشديد الذي يظهره البعض ضد المسيح دليل على انه ليس ميتا . و هذا السبب الذي عندما يفهم من هو يسوع المسيح تماما يستحيل إن يقوم شعور عداء ضده . فينبغي أن ننحني لسلطانه و نقبل تعليمه و ينبغي أن نسمح لآرائنا أن تتشكل برأيه و وجهة نظرنا أن تشترط بوجهة نظره ، و هذا يشمل حتى تعاليمه التي تبدو أنها غير مريحة لنا أو غير مقبولة

. عندما دعينا لنتبع يسوع المسيح قد كانت دعوة للخضوع له فالتلمذة لهذا تعنى التسليم للمسيح . المسيحية ليست إن تعرف الكثير من المعلومات الدينية لكنها معرفة و إعطاء الولاء ليسوع المسيح كرب . هل وجدت من الصعب أن تؤمن بيسوع ؟ ربما كان هذا لأنك تقاوم التسليم له . لقد شنق بنهوفر لان تسليمه المسيحي كان يناقض النظام السائد – إذ تحدث عن النعمة المجانية و النعمة المكلفة . النعمة المجانية هي النعمة بغير تلمذة نعمة بغير صليب نعمة بدون يسوع المسيح " الحي المتجسد "

إن المسيح المتجسد يتحدث عن أبرار النفس و مصالحة الوفاق بين البشر ، وخدمة الآخرين ، التدخل لمحاربة الشر و لتثبيت الخير ، و حتى الآلام إن لزم الأمر . التلمذة تعنى الولاء للمسيح المنتصر مهما كانت التكاليف .

إنها تعنى اتخاذ موقف لأجل الحق بطريقة واضحة ظاهرة أمام العامة . أي قيمة تصنعها للنعمة المجانية ، الاختبار الضحل ، العبادة النافلة ، تلميذ اقل من موال؟

. يوجد الكثير من هذا النوع من المسيحيين . ولهذا السبب لا تؤخذ المسيحية بجدية . و من سوء الحظ إن بعض من يدعون انهم مسيحيون لا يتخذونها هم أنفسهم بجدية – إن دعوة المسيح هي للتلمذة الكاملة – الإرادة و العقل و العواطف ، و معرفة جعل يسوع المسيح ربا على الكل

: تحــــدى

يقرر ت.س.لويس بوضوح تحديا يوجز هذا الدرس جيدا فيقول :-

. " إن الإنسان الذي هو مجرد إنسان مردد لنفس الأشياء التي قالها المسيح لا يكون معلما أخلاقيا عظيما – فإما أن يكون مختل العقل – بمستوى الإنسان الذي يقول انه بيضة مسلوقة في الماء المغلي – و إلا يكون إبليس الجحيم ، ينبغي إن تحدد اختيارك – فإما أن يكون هذا الإنسان قد كان و هو الآن ابن الله ، و إلا فهو مخبول إذ ما هو أسوا ، يمكن أن تحجر عليه كغبي – أو تبصق عليه و تقتله كشيطان ، أو أن تسقط عند قدميه قائلا له ربى و إلهي – لكن دعنا لا نأتي و نحن نحمل في قلوبنا تقديرا يقلل من شأن كونه معلما بشريا عظيما – لم يترك لنا هذا المجال مفتوحا و لم يكن هذا قصده

. إن كثيرين يريدون إن ينصرفوا عن المسيحية بتلويح يدهم بخفة لا لسبب إلا انهم يريدون مواجهة التحدي الذي يقدمه يسوع المسيح . و أنت هنا و الآن تواجه شخص المسيح لا تخف من التطبيق الأدبي في سبيل قبولك إياه في حياتك. لا تتحول إلى نيل اليأس رافضا إياه حتى تفحص بدقة و تلاحظ البراهين . هذا هو إحساس الكثيرين إما الخوف و إما الكسل . جاء المسيح ليأتي بالمصالحة بين الإنسان و الله و في روح المصالحة هكذا يدعوا يسوع كل الناس في كل مكان دون اعتبار لجنس أو لون أو اصل أو ماض أو مشاكل – الجميع مدعوون للإتيان إليه

. لذلك لماذا يتحول الناس عن يسوع ضاربين عرض الحائط بدعوته كأن ليس له شيئا ذا أهمية ليقدمه ؟ و مهما كان السبب من فضلك لا تفعل أنت هذا بل بالأحرى انظر إلى عمق نفسك و صل هذه الصلاة إذا أردت أن تتخذ خطوة هامة أخرى نحوه : أيها الآب لا تدعني اقتنع بان اعتبر يسوع كمعلم عظيم فقط ، دعه ألا يكون لي اقل من صديقي العزيز و الأفضل و مخلصي الأبدي و قوتي التي لا تفشل و أملى الذي لا يخبو – و دع ما يعنيه المسيح لي دائما يظهر في

مراجعة للفحص الذاتي

. بأية طريقة استجاب الله لتضرعات اليأس البشرية ، أرسم دائرة حول الحرف في الإجابة الصحيحة 1

. ترك الإنسان لحياة بلا معنى

. أعلن ذاته في شخص المسيح يسوع

. أعلن ذاته من خلال الطبيعة ، وهذا يكفي

. دخل الزمن والتاريخ البشري

. أعلن بأن الإنسان وحده في الكون

فكرة للتأمل : ماذا يعلن كل هذا عن طبيعة الله ؟ وماذا يكشف هذا عن طبيعة الحياة ؟

. أكتب الرقم الصحيح في المكان الخالي المعطى لك ، عن ردود الفعل المسيحية تجاه القول بأن المسيح كان شخصاً خرافياً 2

. ……. أ - كذب التلاميذ الرواية تماماً

. ……. ب - قال التلاميذ عن أنفسهم أنهم أغبياء

. ……. جـ - كان التلاميذ ينظرون بيأس للمسيا

. ……. د - التلاميذ اخترعوا قصة القيامة

. ……. هـ - أضفى التلاميذ على المسيح الصفة الإلهية حتى ما يكون أكثر أهمية

فكرة للتأمل : هل يوجد دليل كاف لك ، لكي تؤمن بأن يسوع كان شخصاً تاريخياً ؟

أي من النقاط التالية يجيب على قضية أن يسوع كان مخادعاً ؟ 3

. ادعى أنه الله الظاهر في الجسد

. لقد اعتبر عالمياً أنه إنساناً صالحاً

. إن الكذب لا يتفق مع طبيعته ، وأخلاقه

. أعلن أن إبليس هو كذاب وأبو الكذاب

. استشهد بسلطان الله والأعمال التي عملها الله بواسطته

فكرة للتأمل : هل تتفق مع معارضي المسيحية بأن يسوع كان رجلاً صالحاً ومعلماً أخلاقياً عظيماً ؟

مكانة المسيحية المتميزة بين كل ديانات العالم ترجع إلى قيامة مؤسسها ، أي العبارات الآتية يمكن أن يكون دليلاً منطقياً معقولاً لقيامته ؟ 4

. القبر الذي ذهب إليه التلاميذ كان خالياً ، فلم يجدوا جسد يسوع فيه

. الموت والقيامة توافقان بالتطابق مع النبوات

. لقد رغب التلاميذ في القيامة كثيراً حتى أنهم تخيلوها

. استعداد التلاميذ للموت دون إنكارهم للقيامة

. خمسمائة شاهد عيان شهدوا للقيامة

فكرة للتأمل : لو تيسرت مثل هذه الأدلة لحادث تاريخي آخر ، هل يمكن أن تصدقه ؟

دراســة شخصيـــة

... أقرا فيلبى5:2-11 في العهد الجديد . ماذا يقول لك هذا النص عن الله المتجسد؟................................................................ 1

........................................................

: قيم بحسب وجهة نظرك الأربع إمكانيات أو احتمالات بالنسبة لادعاءات يسوع – اكتب جملة عن كل من 2

... خرافة .................

... كــذاب.....................................

مختـل العقـل...................................

... رب .......................................

. أقرا قصة القيامة متى ( 28-1- 15) و مرقس (96 -1-14 ) و لوقا ( 24-1-41 ) و يوحنا ( 2. ) مما سجل متى و لوقا تتبع ردود فعل طبقتين من الناس في هذه القصة . التلاميذ ( مؤمنون ) و آخرون ( غير مؤمنين ) 3

... التلاميذ ...............................

... ...........................................

آخرون .......................................

... ...........................................

طبيعة المسيحية المميزة بمقارنتها بالأديان العالمية الثلاثة الأخرى ، هي أن المسيح قد قام و هو حي . أي تأثير لهذا عليك بالنسبة لعلاقتك الشخصية معه ؟ 4

.................................................................

لقد قيل بأن العهد القديم يحتوى تعليمات عن يسوع سجلت قبل مولده في بيت لحم بمئات السنين لوقا 2 : 1-7 أقرا سجل العهد القديم آلاتي و انظر إن كان يمكن تطبيق بند خاص أعطاه النص عن يسوع 5

... أشعياء 7 : 14 .................................

... ..........................................

ميخــا 5 : 2 ........................................

... ...........................................

زكريـا 11 : 12 ، 13 .........................................

... ...........................................

... أشعياء 53 : 9 .....................................

... ...........................................

... – ما هو إحساسك بسبب التغيير الذي حدث في حياة سمعان و فرصة التلمذة الكاملة ؟ ..................................... –6

... ...........................................