هل الاختبار المسيحي حقيقة صادقة؟

caravan.gif (1087 bytes)

.. مقدمة

! أن نكتب نحن - ذوي الخلفية الإسلامية - عن الاختبار المسيحي ، فهذا يعطينا بعض المصداقية ! ، إذ لا نسعى إلى محاولة الكتابة ، بشكل نظري ، وكأننا محاضرين بإحدى قاعات الدرس النظري . وليس لأننا مملوءون مشاعر نحاول أن نغرقك - أيها القارئ - فيها ، بل جل اهتمامنا ، أن نعلن لأنفسنا ، أولاً ، ولأخوتنا ، ولك بأن ما نؤمن به ليس مجرد فكرة جميلة ، وإلا فما هو الفارق بين حياتنا الأولى - قبل الاهتداء للمسيح - وما نحياه الآن ؟

! فهذا الفارق ، هو ما نسميه ، الاختبار المسيحي ، أي أننا تيقننا من أن هناك شخص حي ، عامل في حياتنا كما هو عامل في الخليقة كلها بشكل عام ، وبأنه إله ذو شخصية - كما درسنا معاً - يملأ قلوبنا بالمحبة لك ، ولكل أخوتنا في أرجاء المسكونة ، وذلك بأن نجسد لك إيماننا ، متخطين كل مشاعر الخوف ، والإحساس بالعزلة ، منحصرين في ذواتنا ملتقين بك أينما كنت …. ولك أن تختبر صدق ، أو كذب مقولاتنا

تحدث دكتور بولس ترونير في كتابه " علاج الأشخاص " وهو يعرض حالة رجل مريض بسبب مشاكله الكثيرة .فمن بين مشاكله ، إدمانه للكحول- المشروبات الروحية - هارباً من كل التزاماته الحياتية ، ثم موت زوجته الأولى ، والتي كان يحبها ، بعد الزواج بعام واحد فقط ، وأيضا الصراعات المختلفة والكثيرة في زواجه الثاني ، بالإضافة إلى هذه جميعها ، الضائقات المالية ، التي كان يعانيها وأثناء علاج الدكتور ترو نير لحالته ، التقى هذا الشاب وجها لوجه مع يسوع المسيح . " لقد فتح قلبه وبدأ يعرض احتياجاته على أعمق مستوى " .

: هذا الاختبار الديني كما يقول عنه دكتور ترو نير :" أنتج تغييرا ملحوظا وتحسنا كبيرا في حالته الجسدية " ، لكن هذا الاختبار لم يحل كل مشاكله في لحظة لأنه مع وجود الاختبار الديني لا يمكن في لحظة واحدة أن يحل مشاكل حياة شخص ما ، في لحظة – فقط بعد أعوام من التحسن التدريجي ، قد تمكن هذا الإنسان بالإيمان بالمسيح من أن يؤسس بيته ويجد السعادة الحقيقية – ثم أن دكتور ترو نير يقدم، في نفس الكتاب ، بعض النصائح العملية المبنية على هذا الاختبار فيقول

. " إن الاختبار سوف لا يسمح لطريقة علاج مبسطة للغاية – كما لو أنها انطلاقة روح – بل هي كل ما كان ضروريا لتكمل تحرير الحياة الأخلاقية من الصعوبات وشوائب الصحة النفسية والبدنية – إلا أن الاختبار رغم هذا قد أظهر كيف أن الحياة الجسدية والحالة النفسية تعتمدان على النصرة التي تحرز في نطاق الروح "

. ثم بعد ذلك كتب دكتور ترو نير في نفس الكتاب مشيرا إلى أن :" الاختبار الروحي ليس فقط أمر نشوة فرح (انتعاش مؤقت) حيث يثير الحماس ، فهو يستمر حاملا الشعور بالاتزان لحالة الإنسان العصبية ، في النتائج الثابتة في حياته ، وغالباً تشتمل هذه النتائج على اعتراف بخطأ جسيم أو مصالحة أو أنها حالة أخلاقية بلا تقويم ، يصير كأنه عمل طفولي إذ تتسبب تأثيراتها في تكوين شخص مشوه وهي ما تسمى بحالة الاستهواء الذاتي

يوجد الكثير من الناس اليوم يحاولون شرح الاختبار الديني الشخصي كأنه ببساطة عكاز الأعرج – علامة ضعف أو صورة للهروب ، لكن الحقيقة هي أن الاختبار المسيحي الحقيقي يقود إلى عكس هذا – إذ يقود إلى مواجهة الحياة ، كما هي في الواقع ، لكن بإيمان ثابت في المسيح وتسليم تام له – الاختبار الشخصي لفرد ما مع المسيح – يجدد الشخص ويضيف مجالا للحياة – ذلك لأن الله والإنسان قد جاء إلى شركة ذات معنى مع أحدهما الآخر .

. هذه المواجهة ليست اختباراً مقصوراً على زمن معين ، فقط لكنها تخلق شركة مستمرة – ومن خلال هذه الشركة يحدث تغير جذري للأفضل . قد بدأ ومنها تغيير تقدمي بقوة روح الله فتبدأ مشاكلنا وصعابها في الانكماش وتصغر أهميتها ويمكن التغلب عليها ، فان الرب معين لنا فيها وروحه القدوس يقوينا وببطيء ولكن عن يقين نصبح في الواقع ما نحن عليه بالقوة – أولاد الله

: تخطيـــط الـــدرس

. الاختبار وحده غير كاف

. أربعة مستويات للإيمان

.الهداية الدينيـــة

.أمثلة مشهورة للتحول

.رجــل الإرادة

.التحدي

. متطلبات المواجهة

: أسئلة للتفكيــــر

أي قيمة تضعها على الاختبار الشخصي الديني ؟ 1
أي صلة للاختبار الداخلي ( الذهني ) تخدم الحقيقة الموضوعية ؟ 2
أتظن أنه في الإمكان أن تكون هناك مستويات مختلفة للإيمان ؟ 3
ما هو الفارق بين الهداية الدينية ، كما تفهمه معظم الديانات ، وبين ما تفهمه المسيحية ؟ 4
هل يمكن أن تذكر تعريفك الخاص للهداية ، وعلاقة ذلك بالاختبار الديني؟ 5
ماذا يحمل لك التعبير " التفكير الوجداني في الباطن" عن التحول الديني ؟ 6
هل تعرف ، أنت شخصيا ، شخصا ما ، تعتبر أنه مسيحي بالمعنى الذي نناقشه؟ إن كان كذلك فأي شئ إيماني يميز هذا الشخص بالنسبة لك ؟ 7
هل وصلت إلى النقطة التي فيها تعتبر بجدية صيرورتك أنت شخصا مسيحيا ؟ 8

: مفـــردات للدراســة

. ارتـــداد : هو الرجوع عن العقيدة أو الإيمان الديني

. التغيير المسيحي : هو اختبار يتصل بحالة تبنى مسيحي ، له حدوده وفعاليته

. موضوعي : تأكيد أو تعبير عن طبيعة الحقيقة كما هي ، بمعزل عن الميول الشخصية أو المشاعر

. التجديـــــد : هو عمل تشكيل جديد ، تجديد روحي ، تغيير جذري للأفضل

الوجداني (الباطني) : خاصية تتعلق بالحقيقة كناحية شخصية ، تتصل باختبار أو معرفة مشروطة بخاصيات

. شخصية عقلية أو حالات نفسية

تطويـــر الــدرس

. كان شخصا ذا صفة رسمية مسافرا في طريق رئيسي بين مدينتين كبيرتين ، وقد كان في حوزته رسائل تضفي عليه سلطانا للبحث عن المسيحيين ، أينما وجدوا ، وأن يأتي بهم للسلطات في أورشليم ، وكان على وشك الدخول للمكان الذي خطط له ، حين أبرق فجأة وبدون توقع ، نور لامع ، فسقط على الأرض وتوقف الرفاق وسمع صوتا يدعوه باسمه " شاول لماذا تضطهدني ؟ " وعندما سأل شاول : من أنت يا سيد ؟ " أنا يسوع الذي أنت تضطهده . كان هذا هو الجواب، ولكن " قم وادخل المدينة فيقال لك ما ينبغي أن تفعل "

لقد وقف الرجال المسافرون وقفة صامتة " إذ قد سمعوا الصوت ولم يروا أحدا . ثم قام شاول من الأرض ، ومع أنه كان مفتوح العينين غير أنه لا يرى شيئا وكان يجب أن يقتادوه باليد لبقية الرحلة – فقد اهتزت جذور شخصية شاول بهذا الاختبار ولمدة ثلاثة أيام لم يقدر أن يرى فلم يأكل ولم يشرب وقد أمضى وقته في الصلاة حتى جاء شخص ، وهو أحد المسيحيين ، الذين أقام نفسه للقبض عليهم بتعليمات خارقة للطبيعة أعلنها الله له . انظر ( أعمال 9: 1-25)

. كان العمى والصيام مؤقتا ، لكن مجابهته للمسيح في الطريق إلى دمشق أنتجت تغييرا دائما وتاما في حياته ، فكل حياته قد تغيرت تغيرا ثوريا في الفترة القصيرة جدا من الزمن . وعرف شاول فيما بعد ببولس الرسول ودفاعه عن المسيحية (1) . من المحتمل أنه لا يقارن بدفاع أي شخص إلا الرب يسوع المسيح نفسه

. هذا النوع من الاختبار الشخصي المثير هو استثناء أكثر من أن يكون قاعدة غير أن هذا بطريقة واضحة يبين صدقه ، ويستتبع هذا تكريس بولس لنفسه للمسيح والآلام التي قاساها فيما بعد لأجل المسيح تشهد لذلك – ولكن لماذا التغيير ؟ ذلك لأنه كانت له مواجهة شخصية مفاجئة مع الله ، الإنسان يسوع المسيح

ثم إن رجل دولة آخر كان راجعا لوطنه بعد زيارة لأورشليم ، إذ كان رجلا متدينا بعمق باحثا عن الحق وكان يأمل أنه في أورشليم سيحصل على الإجابة لمشاكله ولكن بينما كان راكبا وحده كان يقرأ مخطوطة من الكتاب المقدس وكيف يمكن أن يفهم هذا ورجال الدين المختصين لا يوضحون كتبهم له ؟ ما هو معنى تلك التنبؤات التي كان يقرأها ، عن " البعيد المتألم " ؟ ألا تستحق كل هذا الاهتمام ؟

اعترض ، عابر ، سبيل أفكاره إذ كان في الواقع يرغب في مساعدته لحل مشاكله – وتبين له أن هذا الإنسان قد أمسك بمفتاح العبارة التي طالما حيرته – فقد عرف يسوع المسيح ابن الله . وقد استمع رجل الدولة بدقة وشغف بينما الرجل الغريب يتحدث كاشفا له الحقائق الكامنة في هذه الآيات عن يسوع ، بل ومطبقا إياها على حالته الخاصة – فهنا كانت الإجابة على أسئلته .. هنا كان الحق . ومع أننا لا نعرف اسم رجل الدولة هذا – فقط - أنه كان وزيرا في الحكومة الأثيوبية ( الحبشية ) ولم يكن له اختبار عايش فيه يسوع كما حدث مع بولس – إلا أنه هو أيضا كانت له مواجهة حقيقية مع يسوع – وقد اجتاز من الفهم العقلي إلى العمل الإرادي – فاعتمد في أقرب واحة ، بها عين ماء ، كدليل ثقته التامة بيسوع - وعندما ترك الرجل الغريب فيلبس - فنحن نقرأ بأنه قد تغير ومضى إلى وطنه فرحا . فقد اقتنع عقليا إذ قد وجد هدفا ومعناً للحياة . ( أعمال 8 : 26 – 4. ) –قد دونت هذه القصة ، قبل قصة الرسول بولس مباشرة ، فقد وضعت في سفر أعمال الرسل ، جنبا إلى جنب . وهكذا تجد أمامك اختبارين واضحين جدا مع انهما مختلفين تماما – لم تكن مواجهة رجل الدولة الأثيوبي مع يسوع مواجهة مفاجئة ، إلا أنها كانت غير عادية ، وكانت أصيلة وجوهرية ، كما كانت بالنسبة لبولس - وقد جعلت حياته ثورية .

: الاختبار وحده غير كاف

. هل كل الاختبارات الدينية صادقة ؟ ..لست أحاول أن أكون مدافعا ، هنا ، عن أي اختبار ديني ، مهما كان – قال كاتب مسيحي بوضوح " الاختبار وحده ، يعد أساس ركيك وغير كاف لتأسيس النظام المسيحي . فالإحساس الديني بنفسه يمكن فقط أن يثبت نفسه " . ماذا يعنى هذا ؟ لتوضيح ذلك نقول : إن كنت أؤكد أن الله موجود على أساس اختباري الشخصي فقط ، يكون هذا التأكيد غير موضوعي ، يعنى أن هذا لا يثبت وجود الله ‍‍‍، بينما اختباري هذا يثبت لي ، أنا فقط ، أن الله موجود. أي أن هذا التأكيد يكون على ما كان قد حدث لي ، اكثر من أن يكون على مؤسس على موضوع "حقيقة" ما قاله الله أو عمله . فخلف الاختبار الخاص يجب أن تكون هناك حقيقة موضوعية تؤيده

. حقيقة أن المسيحيون يؤمنون بثبات خصائص الاختبار – فالمسيحية تتعلق باختبار لا يبارى غير أننا لا نركن إلى الاختبار فقط ، أو إلى الاختبار من أجل ذاته – إن الاختبار الديني الثابت يجب أن يؤسس على الحق ويجب أن تؤيده كلمة الله ، فامتياز المسيحية كما يعلنه الكتاب المقدس هو ، شخص وعمل يسوع المسيح

. ومع وجود القصور الشديد في مذهب التجريبيين ، إلا انه ، رغم ذلك يقدم نقطة قوية وهى " إن كل ما يعبر كحقيقة يجب أن يكون له صله حقيقية بالحياة والاختبار " . والصلة بالحياة ، المقصودة هنا ، تعلن بأنها يجب أن تلمس أو تتصل أو تشترك مع الحياة والاختبار . نحن نتحدث الآن بتعبير عام للغاية فلو كان لي اختبار ديني ، فقد يكون أو لا يكون اختبارا صادقا . ذلك لأنه توجد كل أنواع الاختبارات – ويمكن أن يبدو بعضا منها في بعض الديانات – والدليل الاختباري يمكن أن يستخدم لتبرير شئ مثل استخدام المخدرات إلى الاشتراك في السحر والشعوذة وعبادة الجنس والمسيحية كما ذكرنا من قبل لا تلجأ إلى الاختبار لذاته . إذ قد بنيت المسيحية على نظام مراجعات واتزان ، يخدم في الحفظ من التطرف ، فالاختبارات الشخصية الدينية ( شخصية في طبيعتها ) يجب أن يصادق عليها وتؤيد ، وتفحص في ضوء ما دون في الكتاب المقدس ، أي وما يتوافق وفكر الله

إذا ، ما هي الأسس التي يمكن أن تستخدم لتقييم الاختبار الديني ؟

. حسنا إذ ربما من الجائز أن تسأل نفسك سؤالين هامين ،أولهما " ما هي الحقيقة الشخصية التي يطابقها هذا الاختبار الموضوعي ؟ .و عندما تتمكن من إجابة هذا السؤال الأول ، وهو بواسطة " يسوع المسيح كما هو مقدم في الكتاب المقدس " . حينئذ يكون السؤال الثاني " كم عدد الناس الآخرين الذين كان لهم نفس الاختبار أو الاختبار مماثل له إلى نفس الحقيقة الموضوعية ؟ و الآن لنطبق هذين الدليلين على اختبار بولس في الطريق إلى دمشق و كذا بالخصي الحبشي

أولا : هل اختبار بولس يوافق بعض الحقائق الخاصة ؟

نعم ، انه يوافق ، إذ بالنسبة له ، الحقيقة كانت يسوع المسيح – حتى عندما تتصل بأحداث ذلك اليوم فقد علق اختباره على المسيح المقام ، ودعوة الرب للتوبة و الطاعة .

. أما فيما يتعلق بالخصي الأثيوبي ، فهو لم ير رؤيا أو يسمع صوتا بل أن " فيلبس قد اخبره بأخبار يسوع المسيح الطيبة (أعمال 8 : 25)لكن عندما قبل هذا التعليم ، طلب منه أن يعتمد مثبتا " أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله (أعمال 8 : 37)

. هذا كل ما نعرفه عن مواجهته – و لكن التقليد يقول أنه عاد إلى الحبشة و قدم للآخرين رسالة يسوع المسيح و النتيجة كانت تأسس الكنيسة المسيحية في أثيوبيا

ثانيا : هل يوجد من لهم نفس الاختبار أو ما يشابهه ممن اتصلوا بيسوع المسيح ؟

. نعم يوجد كثيرون آخرون . ونذكر أن أهم جانب في هذه المواجهة المذكورة هو التغير التام لحياة الشخص – فكل حياة تتغير تضيف دليلا لحقيقة و قوة يسوع - وتمتلئ صفحات التاريخ بأمثلة أناس تغيرت حياتهم بعد مواجهتهم إياه – فالظواهر الجسدية التي صحبت مواجهة بولس كانت فريدة – وكانت أيضا جميعها مؤقتة – لكن تغير حياته كان مستديما. فالمواجهة الشخصية مع يسوع المسيح ، قد تكون أو لا تكون ، مصحوبة بمثل هذه الظواهر الطبيعية الخارجية التي لا تقارن . وقد تكون أكثر ارتباطا – باختبار الحبشي – لكن بغض النظر عن هذا سيكون اختبارا يغير الحياة و الدليل من الشهادات كثير جدا و سنتقدم لعرض بعضها فيما بعد

: أربعة مستويات للإيمان

قبل مناقشات خصوصيات التحول الديني و تقديم أمثلة أخرى مثل هذه ، ينبغي أن أوضح أولا نوع التحول أو التغيير الذي نعمل على أن نكشف عنه الحقيقة . يقول دكتور والتر هوستون كلارك و هو عالم نفس أمريكي بان "الاختبار الديني هو واحد من اكبر المشاكل المحيرة و الهامة في تقدم و انتشار الديانة" . إنه يسجل أكثر من مجرد الجلوس و التفكير و بلوغ بعض النتائج المقبولة التي عليها تبنى إيمانك . وللعقل دوره الصريح و لكنه لا يشمل على كل ما قلناه عن المسيحية .

. ويبدو على السطح أنه من السهل أن نعرف إن كان الشخص متدينا ، أم لا.. فقط بسؤاله . و قد قام بهذا مرارا الباحثون و الدارسون و العلماء و قد أدركوا بأن معظم الناس " مؤمنون " لدرجة ما ، على الأقل ، في إله ما ، و في الحياة بعد الموت ، و لكن إن كنا نفحص بأكثر تدقيق أمر الديانة أو الإيمان فنحن نجد أن الحالة اكثر تعقيدا ، لذلك نرى انه من المهم لدراستنا مراعاة ما أسماه دكتور كلارك بأربعة مستويات الإيمان

: المستوى الأول : الإيمان هو مجرد كلمات

. يسمى المستوى الأول ، فنيا ، " الاستجابة الفورية لصياغة لفظية " ، و هو اعتقاد مرتبط بقوة استخدام الكلمات . و إيمان الكثير من الناس على مستوى الكلمات هذا – في اعتبارهم أن الديانة ببساطة هي مفردات ، هي طريقة تعبير لاعتبارات غيري أي لأجل نفع الغير . الإيمان أو العقيدة أو الديانة أو الاختبار الديني على هذا المستوى إيمان غير حيوي لحياة الفرد ، و قراره هذا يمكن أن يأخذه الشخص أو يتركه ، و أي الطريقتين لا تحدث فارقا يذكر

:المستوى الثاني : الإيمان كفهم و إدراك

. المستوى الثاني الإيمان هو ما يسميه كلارك " الإدراك العقلي " وهو مستوى عام شائع . إذ أنه عند هذه الفئة تسقط الأدلة المختلفة لوجود الله . فالعقل والمنطق هما من الأدوات الرئيسية ، والهامة ، غير أنها ليست كاملة ولا يمكننا أن نعتمد عليها كلية . هذا النوع من الإيمان قد لا يكون له أي " علاقة مع الحياة و قد لا يؤثر فيها و لو بدرجة خفيفة "

ومما لا شك فيه ، أن يلعب العقل دورا في تطوير الإيمان ، لكن الإرادة و الشعور ينبغي أن يتدخلا أيضا . يؤكد الكتاب المقدس على انه بمقدورنا أن نفهم مقاصد الله و يجب علينا ذلك . و نفهم أيضا طرقه التي يعمل بها في العالم – و الكثير من النصوص الكتابية تقرر في وضوح دور الله في هذا الأمر . "و أعطى الله سليمان حكمة و فهما كثيرا جدا " (1 ملوك 4 : 29 ). " لان الرب يعطى حكمة . من فمه المعرفة والفهم " ( أمثال 2: 6 ) .

. و يوجد الكثير من هذه النصوص الكتابية تقول بأن العقل له دور هام في أمر اقترابنا من الله . و يوضح الرسول بولس أهمية العقل حين يكتب للكرونثوسيين " لا تكونوا أولادا في أذهانكم بل كونوا أولادا في الشر و أما في الأذهان فكونوا كاملين " (1 كورنثوس 14: 2.)

. عندما ينفصل الإدراك العقلي عن الإرادة و العاطفة يصير ضعيفا – و عاجزا في كونه لا يقدر أن يشير إلى أية شخص و لا يمدنا باختبار لحياة جديدة

: المستوى الثالث : الإيمان كعمل

هذا المستوى من الإيمان يسمى " الدليل السلوكي " فهو يقرن الإدراك العقلي بالعمل ، يقول كلارك :

. " أن عمل الإنسان يوضح حقيقة إيمانه أكثر مما توضحه كلماته " . و مثال تقليدي لهذا النوع من الإيمان الذي تحدث عنه يسوع في القصة التي قالها عن السامري الصالح ( لوقا 1: 25 –37 ) فها هنا نرى رجلا لم يؤمن فقط عقليا في وقار بشرى ، لكنه برهن على هذا الإيمان بعمل رحمته .. وهو بعمله هذا قد اقترب كثيرا للإيمان الحقيقي الذي تهتم به المسيحية. فالممارسة العملية في المعيشة اليومية الناتجة عن الإيمان هي انعكاس سليم للاختبار المسيحي الثابت

. أن المشكلة الأساسية مع هذا المستوى وعلاقته بالإيمان المسيحي هي ، أنه قد يكون ثابتا مع أي عقيدة تجسم مستوى أخلاقي أو مستوى إنساني . وسواء اتصل أم لا بالإيمان الشخصي بالرب يسوع المسيح . وحتى عندما تعمل الفضائل العلمية فنحن لا يمكننا أن نتأكد بأن الاقتناع بإيجابية الديانة يكمن في جذورها

: المستوى الرابع : الإيمان كتكامل

. أن المستوى الرابع – يسمى " الإدراك المتكامل " كوحدة متكاملة عن " الإيمان كفهم وإدراك " و " الإيمان كعمل" يتكامل مع الإيمان الشخصي والاتكال على الحق المعلن في يسوع ا لمسيح . إن الثلاث مستويات الأولى هي جزئية ، وأخذ كل على حدة أمر ليس أمرا موضوعيا

. أن الشخص صاحب الإيمان الناضج هو الشخص الذي يتعرف على أساس الحق الذي يفهمه ويستمر طالبا إجابات على الأسئلة الغامضة التي تواجهه " انه يدمج المثالية والعملية ويطور نموذجا دائما لما يجب أن يؤمن به ، مع نوع الشخص الذي يجب أن يكون علم نفسنا " . هذا يعلن – الإيمان الناضج ، الإيمان النامي ، الإيمان المبنى على الواقع – انه الإيمان المتمركز في التاريخ وجذوره في الحقيقة . انه واقعي بالنسبة للحياة وفى نفس الوقت يعبر عن الثقة الكاملة في القدرة والقوة لله ليتم قصده في الأرض وفى حياة كل فرد يعطيه الفرصة . هذا هو الإيمان بنظرة متسعة للحقيقة ، الذي يتحدى المنظور والمؤقت إلى غير المنظور والأبدي

. أملى أن تكون مستعدا لأن تتحرك لهذا المستوى من الإيمان الذي يجب أن نناقشه الآن بأكثر تفصيل كتحول ديني

: الهداية الدينية أو التحول الديني

أن الاختبارات الدينية التي تحدثنا عنها ، تعرف بوجه عام بـ "التحول " ، فلقد اعتبر بعض علماء النفس أن التحول الديني هو ببساطة انتقالي . فالشخص الذي يجد مجموعة أفكار أكثر من التي يعرفها ويتمسك بها ، فهو ، لهذا السبب ، يقبل الجديد – وقد يكون هذا القرار فجائي وقد يكون تدريجي – بهذا المعنى العام يمكن أن يكون التحول ببساطة منفصلاً عن الديانة ، بينما يكون في الواقع بمثابة اتجاه نحوها ، فقد يكون هذا ارتداد أي رفضه الإيمان كتحول ، وهو يساوي القبول الإيماني تماما ، وفي الحقيقة من الممكن أن يطبق هذا التعبير في قرينة غير دينية . فمثلا قد يتحول الشخص إلى الجناح اليساري سياسيا بدلا من الجناح اليميني أو أن شخصا ما قد يغير اتجاهه تدريجيا عن تكريس نفسه للفوضوية والثورية ليقبل الدبلوماسية والحلول السليمة . وفى كل حالة قد يتم نوع من اختبار التحول .

. أن التحول الروحي ، بهذا التعبير يصبح أكثر تعقيدا ، إذ هو ليس انتقالاً ، مع أنه يوجد انتقال من جانب ما من القيم إلى آخر ، وبينما نجد أن التحول متميز بالنسبة لكل فرد ، لآن كل فرد يختلف عن الآخر – فهناك مراحل مدركة في هذه العملية . فالمرحلتين الأوليتان من الصعب أن تسجلا منفصلتين لأنه لا يمكن إدراك أيهما تتم أولا – لذلك فلنقل ، بأن المرحلتين الأولى والثانية تشمل فترة عدم استقرار ، وما يمكن أن يسميه بعض علماء النفس دور الحضانة الوجدانية . في فترة عدم الاستقرار يوجد الشعور بعدم الاستحقاق أو عدم الكمال – شعور غريب بأن شيئا ينقصه في حياته – وقد يكون هناك إحساس بأن لا معنى للحياة ، أو الكبت أو حتى اليأس – خلال فترة دور الحضانة الوجدانية يوجد عمل في الجانب النفسي الذي وان كان بطيئا لكنه أكيد ، ويقود الشخص إلى إدراك أن الإيمان الديني القوى هو الإجابة الوحيدة لأسئلة الحياة الصعبة ، وفى كلتا الحالتين يرى أن قبول المسيح يسوع هي الخطوة المنطقية الصحيحة والضرورية والتي يجب أن تتخذ

. ربما تكون هذه المرحلة التي وصلت إليها أنت الآن إذ أنك تقرأ هذه المادة لكي تجد إجابة لأسئلتك . فأنت تسير في الاتجاه الصحيح بكل يقين لا لأنني أنا كاتب هذه المادة ، بل لأن ما نوقش فيها هنا سيساعدك لو أنك أعطيت الله فرصة في حياتك

. المرحلة الثالثة هي الفترة الحاسمة أو فترة القرار مهما كان وقت عدم الاستقرار طويلا أو قصيرا ، وكذا فترة الحضانة ، فان حادثة التحول ستجيء لتظهر في الأزمة في القرار النهائي . وحادثة التحول هي اللحظة التي فيها يقبل شخصيا إجابة الأسئلة والتحرر من عدم ا لاستقرار

. أنها النظر إلى الخلف وإدراك أن الله كان هناك كل الوقت ، وهى مواجهة المستقبل عارفا بأن ا لله سيكون هناك أيضا . أنها في النهاية – الاعتراف بأن الله كائن موجود في الحاضر ، حقيقة ، وهكذا تكف عن السعي والجري ، وترك لعبة " التخفي " العقلي وتعطل تبرير سبيلنا أخلاقيا وروحيا ، وترغب في أن توجد وتحس وتتغير بواسطة الله ، وبموت وقيامة المسيح

يقص بولس تورنير قصة صديق يهودي له ، كان لهما معا حديثا على فترة عدة شهور عديدة . وهذا الصديق كان يبحث عن الحقيقة الروحية ، وطالت المناقشات بينهما دون جدوى . ويوما ما ذهب الصديق إلى دكتور تورنير ليخبره بأنه قد وجد المسيح كالحقيقة التي يبحث عنها إذ قد قابل هذا الرجل شخصا مؤمنا مسيحيا أخبره أنه ( ذو شراهة عقلية ) وهذا الأمر جعل الرجل يفحص نفسه بعمق وإدراك أنه ببساطة يحتاج أن يسلم نفسه للمسيح ، وعندها كل شئ سيكون في مكانه وقد أوجز تورنير اختبار صديقه في الكلمات الآتية :-

. " إنه عند فحص ضميره ، وجد أن المناقشات الدينية رغم أنها قد تكون شيقة لم تكن سوى أمرا غير معتدل ، وأنها تسد الطريق في سبيل تحوله "

. وتختلف لحظة الإدراك والقبول عند كل واحد . فمع بعض الناس تلازمها ظاهرة جسدية . يصف جون وسيلي (1703-1791) الخادم الإنجليزي تحوله فيقول :" لقد حدث دفء غريب ". ومع آخرين قد يوجد إعلان نفسي وقد وصف أحدهم قائلا: "لقد بدا كما لو أن تيارا قويا للحياة قد انسكب في فجأة" . ومع الغالبية يوجد تغيير في الشعور فيشعرون بسلام ويشعرون بمحبة ويمتلئون بالفرح ، هذه الاختبارات الشخصية هي حسنة لكنها تثبت فقط عندما تتجاوب مع الحقيقة الموضوعية ، أن تغييرا أساسيا قد تم في كل حياة . والكتاب المقدس يسعد بهذا التغيير – مع أنه لا يعد بتغييرات خاصة تصحب هذا التغيير . وما يحدث هو عملية تجديد " أن كان أحد في المسيح فهو خليفة جديد ة ، الأشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديدا " (2 كورنثوس 17:5 ). والكتاب المقدس يصف هذا بطرق أخرى كثيرة ، يسميها ، الميلاد الثاني ، والتبني بواسطة الله ، والتبرير بالإيمان ، والمصالحة مع الله ، هبة الحياة الجديدة ، والتحرير.. الخ . كل هذه التغييرات توضح بأن حادثة التحول هي نهاية وبداية

. فحالة الحضانة الوجدانية وعدم الاستقرار تعطى مكانا للميلاد الجديد - الحادثة التي بدورها تقود إلى النمو والنضوج – حيث أن الاستمرار هو المرحلة النهائية للتحول وهى بطول الحياة مع بعض المؤمنين ، حديث نرى اختبارهم يزهو بعد تحولهم ، ولبضعة أيام ، كل شئ عجيب وجميل , ولكن لاحظ تحذير تورنير بأن الاختبار الديني لا يمكن أن يذهب بكل مشاكلنا في الحال

ما هو نفع هذا الاختبار حينئذ ؟

أولا : حياة سعيدة بدلا من أن تكون مشتتين بين الفرح والألم ، وهكذا تنسجم معا وتبدأ في أن يكون لها معنى .

ثانيا : الآلام والمشاكل يمكن أن نشرك الله فيها الذي له القوة والحكمة ليشفى ويحل المشاكل أو أن يعيننا في

. التعامل معها

وثالثا : برغم المشاكل يوجد شعور بالسلام الداخلي ، يغمرنا ، وذلك لأن الله موجود في الداخل ولأن للحياة سبب

. نعيش لأجله

رابعا : تمضى عنا الوحدة ، والسبب هو أن المسيح هو الصديق الذي لا يذهب بعيدا ، لأنه يوجد مؤمنون

. مسيحيون آخرون يمكننا أن نثق بهم

. خامسا : أن كلمة الله لا تقدم لنا إجابة سطحية ، بل مستوى للحياة ونهجا نسير عليه

وأخيرا : أن نظرة المسيحي للزمن على أنه يشمل الأبدية ، ولهذا ودون هروب من الواقع ، هناك شعور بالهدوء

. أمام الضغوط – ولا تراجع أمام الغموض والحق يوجد حل في مواجهة كل المتاعب

. بالطبع ، أنا لا أتحدث عن ديانة الاختبار ، ترى فيها أن ما يحدث لك ، أو تشعر به هو السلطان النهائي ،لا ، ليس هذا على الإطلاق - لكن ديانة الاختبار تتجنب فقط الضغط اللاهوتي ، وتحدى المتابعة العقلية ، وتصير مجرد طريقة التي قبلها الناس فهي تكيف اهتمامهم

: أمثلة مشهورة للتحول

. أن الدليل على صحة وثبات التحول المسيحي هو أن الناس من كل الجنسيات ، والحضارات ، والأزمنة قد اشتركوا في نفس الاختبار – ودليل أخر هو أن هذا الاختبار عامل فعال .. ويمكن وضع آلاف الحالات ووضع العديد من الدلائل والمستندات لتمثل وتثبت فعالية الاختبار في التحول المسيحي . وأما الأمثلة التي قد اخترناها هنا تمثل حضارات مختلفة وخلفيات متباينة وبدايات متعددة وشخصيات متفاوتة ، هذا وان طريقة تحول كل منهم تختلف عن الآخر أيضاً ، لكن النتيجة هي نفسها . رؤية عالم جديد وطريقة حياة جديدة تتمركز في يسوع المسيح

: الأستاذ أ . هالسبي من النرويج

. كتب دكتور هالسبي ، كتاباً عنوانه " لماذا أنا مسيحي ؟" هذا الكتاب هو تقديم مباشر بسيط فيه يعرض اختباره الروحي ماراً من الشك والحيرة ، إلى الإيمان المسيحي الثابت . ولأنه كان مثقفاً فقد تحدث في اختباره هذا عارضاً لحالات العديد من المثقفين . وهو مقتنع أنه إذا لم يعرف الشخص الحياة المسيحية اختباريا فالصعوبات العقلية سرعان ما ستجعله في حيرة

. المتشككون بالنسبة له نوعان ، أحدهما هم أولئك الذين يعيشون في الشك لأنه يقيهم وخذات واتهام الضمير " هذا النوع من الشك فيما يعتقد لا يمكن التغلب عليه إطلاقاً بالمحاولات العقلية ، ذلك لأنه مبني على العاطفة أكثر من العقل . الاختبار الشخصي فقط هو الذي يستطيع أن يقود متشككاً كهذا إلى الإيمان . والنوع الثاني من المتشككين ، بحسب رأيه ، هم الأشخاص الذين في ضيقات مؤلمة بسبب شكهم وهم بحق قد تعبوا من عدم اليقينية . وقد شعروا بأن هذا هو مكانهم وهم عقلياً أمناء فيما يرغبون أن يعرفوا معرفة يقينية . وشفقته وتعاطفه مع المتشكك الأمين أمر واضح حين يقول :" أنى أنا شخصياً أيضا قد أخذت درجات الشك المختلفة ، لقد قاسيت مرارتها غير أني أعرف أيضاً طريقاً للخروج من الشك إلى الإيمان ، طريقاً مفتوحاً لجميع المتشككين ، وهذا الطريق لا يقحم أياً من شخصياتنا البشرية ، ولا حتى ملكاتنا العقلية

. وجد دكتور هالسبي طريقاً للخروج من الشك لأنه كان أميناً تماماً في حاجته لأن يعرف الحق . والكتاب المقدس يعلم بأن أي إنسان يريد أن يعرف بأمانة سيأتي إلى المعرفة " إن شاء أحد أن يعمل مشيئته ( الله ) يعرف التعليم أم أتكلم أنا من نفسي " ( يوحنا 7 : 17 ) . وهنا يعد يسوع بأن يعطي تأكيداً شخصياً على أساس الاختبار – والشرط الوحيد هو أن يكون الشخص مستعداً لأن يعمل إرادة الله

. هذه الكلمات التي فاه بها يسوع تخبرنا بشيء هام جداً عن الشك . أنه ليس متصلا بعظمة التعليم أو الإنجازات العقلية أو أنها تتصل بالطرف الآخر وهو التواضع الذي يشعر صاحبه نقص العلم والمعرفة ، وبأن الحق لا يمكن أن يعرف " إن علة شكك هي شئ غير هذا تماماً " كما يقول هالسبي إن ما ينقصك هو الاختبارات اليقينية ، لهذا تجد نفسك في شك وعدم يقين

. إن تجديد هذا الشخص لم يكن بطريقة خاصة كالرسول بولس ، لكنه كان اختباراً محدداً وكاملاً كالخصي الحبشي ، فقد رغب بإخلاص أن يعرف الحق ، وهذه المعرفة قد أعطيت له بطريقة وإن لم تكن خاصة غير أنها محددة . فقد أثبتت حياته حقيقة التغيير الذي حل فيه . وكنتيجة لهذا التحول الذي اختبره فقد وجد لحياته معنى واكتشف إجابة أسئلته المختلفة وتمكن من أن يساعد الآخرين الذين يبحثون عن الحق بأمانة

الصاد هو سندر سنغ – من الهند

. الصاد هو سنغ ، هو مثال حديث لحياة غيرتها رؤية المسيح – الشاب الهندي الذي اضطهد المسيحيين مرة وبمرارة . فقد صار الصاد هو سندر سنغ أحد خدام الإنجيل المشهورين في القرن العشرين

. لكون الصاد هو منحدر من عائلة شكيه فهو كان متديناً بعمق لكن ديانته لم تستطع أن تشبع بحثه للحقيقة وقد امتلأت حياته المبكرة من الضيقات – وقد قاد للحده العميقة واليأس الشديد مرض وموت والدته ، قرر بعدها أن يبقي في حجرته ثلاث أيام وثلاث ليالي منتظراً إعلان الحق . فإنه لم يأته شئ ما حتى ساعة معينة ، كان قراره أن يلقي بنفسه في موضع ما في طريق قطار سريع

. مرت عليه ثلاث أيام وليلتان ولم ير أي إعلان للحق . ولم يبق أمامه على موعد الموت إلا بضع ساعات وعندها صاح في ألم نفسي عميق " يا الله أعلن لي ذاتك قبل أن أموت " .نام تلك الليلة وبينما كان نائماً رأى حلماً فيه ظهر له المسيح يسوع وتكلم معه بالهندوسية قائلاً : " أنت تصلي لتعرف الطريق الصحيح فلماذا لا تتخذه ؟ أنا هو الطريق " ومنذ تلك الليلة صار أل سندر تلك الليلة مسيحياً . قائلاً : أنا لا أخدم أحداً آخر غير المسيح " ومنذ لحظة مواجهته بالمسيح يسوع ، صار شخصاً آخر – إذ قد مضى عن يأسه ، وصار له هدف في الحياة ولا شئ يمكن أن يحوله عن غرضه ورغبته في خدمة يسوع المسيح – لا التضرعات ولا المواعيد بالثراء ولا حتى الاضطهاد – حاولت أسرته إرجاعه ثم حاولت أن تقدم له السم غير أنه – اكتشف الأمر وهرب ، ثم اعتمد وقضى حياته خادماً للمسيح ومساعداً للآخرين من الناس كشخص أعذب متصوف ، اعتبر شاذاً غريباً عن المسيحيين الآخرين . لكن الحقيقة هي أنه رجل متغير ، وعن طريق اضطهاد من أردأ أنواع الاضطهاد شهد لقوة يسوع المسيح – ومع أنه لا يعرف موعد موته غير أنه آخر مرة شوهد فيها وسمع عنه كان سنة 1929 عندما حاول دخول التبت لكي يقدم الأخبار الطيبة عن يسوع تلك الأرض الممنوعة ، وأعلنت الحكومة الهندية سنة 1933 أنه اعتبر ميتاً

. إن حياته التي عاشها حياة التلمذة تبقى مثلاً للتغيير الذي يجريه المسيح في الحياة الشخصية

: ني تو – شنج – من الصين

. ني تو – شنج –ولد في الصين 1903 لامة اضطرت للزواج - وكنتيجة لهذا كانت له طفولة قاسية جدا وخشنة - في سن الثمانية عشر واجه شخص المسيح يسوع – ني تو – شنج ، قبل المسح بطريقة لم تكن خاصة – لكن هذا العمل الإرادي – به تعهد أن يتبع المسيح يسوع تماما – في حياة الطاعة - وفهمه لهذا التعهد يظهر في العطاء الذي قدمه والتضحية بنفسه رغم صعوبة الاضطهاد وشدة الألم في طريق الإيمان فقد خدم شعبه – وما أن بلغ درجة فيها لا يستطيع يعظ أو يعلم اتجه للكتابة – أن المجتمع المسيحي

. غير الآسيوي يعرف ني تو – شنج اليوم باسم وتشماني ، مؤلف كتب كثيرة في الحياة الروحية والكنيسة والتكريس الشخصي والموضوعات ، الروحية الأخرى

مات في السجن سنة 1972 وهو بالغ من العمر تسعة وستين عاما لم يعرف الكثير من الصعوبات - وكان من افضل تعبيراته " أنا لا شئ لنفسي إني أريد كل شئ " للرب " حقا أن حياة هذا الشهيد الشرقي هي الهام المسيحية .

: س – أس – لويس ، من إنجلترا

. س . أس . لويس (1898- 1963 ) هو أشهر مؤلف يقرأ في هذا القرن . ولد وتربى في بريطانيا العظمى – تخرج في جامعة أكسفورد – حظي فيما بعد بزمالة كلية مجدا لين بأكسفورد – وأستاذ الأدب الوسيط عن النهضة في كامبردج

. صار الأستاذ لويس مسيحيا بعد "أن أخضع الإيمان المسيحي لأصعب وأقسى الامتحانات العقلية – في سن الأربعين اقتنع بوجود الله " أدهشني الفرح " 1955 هو عنوان كتاب يصف فيه حياته الروحية ، وقد كتب بناء على طلبات عدة ليخبر كيف مر من الإلحادية إلى المسيحية – أولا صار لويس يؤمن بوجود الله – ثم تلي ذلك فترة من البحث – حيث أنه بدأ يتحرى العديد من الأديان – مصايد الزناة ، الأهوال والفساد – وجاء إلى نقطة أن لا ديانة بها ادعاء تاريخي كالمسيحية ، غير أن لويس كان لا يزال يؤمن بأن الله ليس شخصية

. ولم يأتي لرؤية مجيء المسيح وهدفه – بدأ يواظب على حضور كنيسة مع أن هذه الفكرة لم ترقه كثيرا – وسرعان ما رأى أنه أن كان الله موجود إطلاقا حينئذ عليه أن يكون إلها له القدرة على أن يحب ويشعر ويصل إلى الإنسان – وكانت حينئذ رسالة المسيحية الكاملة ، شاملة تجسد المسيح ، وهذا ما حقق المعنى – وعبر عن هذا بهذه الطريقة هنا وهنا فقط وفى كل الأزمنة صارت الأساطير حقيقة – الكلمة جسد الله ، الإنسان . هذه ليست ديانة " وليست . فلسفة أنها موجز وتحقيق لها جميعا

. يصف مواجهته مع المسيح في تعبيرات شخصية جدا فلم يكن اختبارا عاطفيا مثيرا ولم يكن شيئا فكر فيه كثيرا قبل حدوثه بل قد قال " في الحقيقة أن ما وجدت ، كان شيئا لم أرغبه إطلاقا من قبل . لكنى في النهاية اتخذت الخطوة الأخيرة وسار س . أس . لويس مسيحيا

. أن لويس يمثل البحث الأمين عن الحق ، وكان قد اقتنع بأن في وجود الله المباشر الحقيقي ، تجد أن الباحث الأمين سيصل لمعرفة الحق حتماً . أن ما أحبه من جهة الاختبار هو أنه شئ أمين . يمكنك أن تتخذ أي عدد من التحولات الخطأ – ولكن احتفظ بعينيك مفتوحة وأنت سوف لا تمضى بعيدا جدا قبل أن تبدو أمامك لافتة التحذير – قد تكون قد خدعت نفسك ، لكن الاختبار لا يمكن أن يحاول خداعك. أن الاختبار الساري الآن والمثال الذي لا يزال يشهد لعملية التحول بسبب مواجهة الرب يسوع المسيح وقد تم هذا فجأة وبطريقة عاطفية

. يعتبر صحيحا ولكن نلاحظ أيضا أنه بالنسبة للآخرين قد يكون التحول بطريقة تدريجي بسيطة وتدرك بلطف – البعض يجد أنه من السهل أن يؤمن عندما يواجه أقوال يسوع المسيح – لكن قلة قد أعطوا أداة خارقة للطبيعة لتساعد في اتخاذ القرار بينما يقترب الآخرون من الإيمان بطريقة عقلية منطقية . وأهم شئ هو أن هؤلاء الناس يمثلون الكثير غيرهم ، جميعهم التقوا وجها لوجه مع يسوع المسيح ووجدوه مشبعا لرغباتهم وتوقعاتهم

: رجـــل الإرادة

كان س . أس . لويس مقتنعا – وأنا أيضا – بأن البحث عن الحق ( وهو ما يسميه لويس بالاختبار ) يقود إلى مواجهة مع يسوع المسيح – وغالبا ما تكون المشكلة عدم أمانة في المواجهة . لكني أؤمن بأن وصولك إلى هذا الحق في دراسة هذا الموضوع يثبت بأنك في إخلاص مستعد لتقبل الحق أينما تجده . وأكثر من هذا فأنا أعتقد بأنك مستعد لأن تعمل بموجب الحق .

. توحد ثلاثة أنواع من الشخصيات ، الرجل العقلي ، والرجل العاطفي والرجل الإرادي وكل منا له هذه الخصائص في داخله وخطأ النوعين الأولين هو أنهما تجاهلا أو رفضا غيرهما – فالإنسان العقلي لا يقبل دوام أو ثبات الشعور ويرفض أن يقبل فكرة ثبات الاختبار الديني حيث لا توجد عناصر بديهية يبنى عليها قراره . والرجل العاطفي هو غير مستعد لأن يكيف نفسه بالتفكير في حقيقة الأشياء ، كما هي في الواقع . وبينما يقترب من البديهيان فهو يقصد من ذلك البحث عن وجود أمر حقيقي مع اختباره الديني الخاص ، وهو دائماَ يفشل في وجود هذا الأمر الحقيقي الذي يتطابق معه

إذا ما هو رجل الرادة ..؟

. هو الذي طابقته هنا بالمؤمن الذي نال الإعلان و عاش بموجب هذا الإعلان ، انه الرجل الذي يقدر الاعتبارين العقلي و العاطفي و يتحرك إلى ما هو أبعد منهما باختبار شعوري – فإن بدا إصلاحه عند المستوى العاطفي ( نظير بولس ) فهو على استعداد لأن يخضع اختباره إلى اعتبارات – التفاهم ، والتفهم العقلي . و كما يقول بنوك : " لا يمكن للقلب أن يتلذذ بما يرفضه العقل و يعتبره كذبا " . و لكن أن بدا من الجانب أو المستوى العقلي ( نظير الخصي الأثيوبي ) فهو على استعداد لان ينتقل إلى ما هو أبعد من العقل الذي ، هو أقل درجات الإيمان ، هو مجرد الإدراك العقلي أن رجل الإرادة يعمل بحسب الحق الذي يدركه و يعرفه

كان لتلاميذ المسيح "نعمة لدى جميع الناس" (أعمال 47:2 ) فلقد انتقلوا إلى الجانب العملي – فما عرفوه عن يسوع و ما اختبروه وشعروا به في اهتزاز الأرض يوم الخمسين - أقرا ( أعمال 1:2 –42 ) لأجل تقرير شامل قد استوعبتها إرادتهم و تحول في الخارج إلى عمل يمكن أن يفهمه الآخرون و يقدرونه – فان كانت مواجهة التحول صحيحة اختباريا فهذا يستتبعه حياة تظهر و تفيض أساسا من الحق . و الحق هو الشخص الذي نواجهه . الجدول الآتي يمثل التحول المسيحي و الحياة الجديدة في عملها السليم الذي يسميه المؤمنون المسيحيون ، التلمذة .

. أن المؤمن لا يمكن أن يكون رجلا متحمسا فيسير خلف العاطفة أو الاختبارات العاطفية ، أو خلف العقل و الشرود الفكري بل المؤمن المسيحي هو الشخص الذي قابل الرب يسوع المسيح ، و قد فهم و قبل تصريحاته ، و قد دخل إلى الحياة باختبارات جديدة مختلفة ، ولا يدعى أنه يمتلك كل الأجوبة و لا يدعى الكمال ، لكنه يستمر طالبا و باحثا عن إجابات لأسئلة التي هي غير مرضية له . أن المؤمن يضع أمامه النموذجية في السلوك ، ذلك لأن المؤمن الحقيقي يؤمن بوجوده وسلوكه الشامل لكل حياته ، يكمن في موضوع الحقيقية الواحد – يسوع المسيح الرب - وباستمرار و التصاق الحياة تكمن في السعي ليكون على مثاله

: تحــــدى

. في الدرس الأول وضعنا أمامك تحديا ، أو فرصة ، نحضك فيها على إتمام دراسة هذه المادة ، وقد فعلت ذلك وفى الدرسين الثاني والثالث طلبنا منك أن تصلى و تطلب معونة الله في بحثك عن الحق وأن يعلن لك المسيح وفى الدرس الرابع استمرار الفرصة لقراءة العهد الجديد

. و الآن يأتي الجانب النهائي ، لكنه الأكثر أهمية – إنه يشمل أكثر من غيره على كل تلك التحديات لوقتك و كبريائك وآرائك السابقة – والآن أدعوك أن تقبل يسوع المسيح و ترتبط به – لتقبل قوة حياته المغيرة – و تقرر في أن تتخذ لنفسك سلوكا جديدا واتجاها جديدا في الحياة

: إلا أنه من الضروري أن تفهم ما تتضمنه مثل هذه المواجهة من متطلبات قبل الدخول إليها . لقد كتب فرانك كولكهن القسيس الانجليكاني الإنجليزي كتابا يساعدنا في هذا الصدد عنوانه " المسيحية الشاملة " و فيه يقول : "أن تكون مسيحيا فهذا قرار يشتمل على أربعة أشياء

. أولا : اختبار المواجهة الشخصية مع يسوع المسيح أو التعهد أو الالتزام كما يسميه . وقد عالجنا هذا الجانب من المسيحية في هذا الدرس بإسهاب

. ثانيا : المشاركة أو الاشتراك مع الآخرين ، و هذا يرى في الاتصال بالمؤمنين و الآخرين على وجه العموم وهى هنا كالاجتماع المحلى للمؤمنين و هذا يلعب دورا هاما – فالكنيسة رغم عدم كمالها هي جسد المسيح – و لذلك يجب أن تشترك فيها

. ثالثا : قانون إيمان أو نظام عقيدة ، يجب أن تكون هناك بديهيان سليمة صحيحة و كذا جوانب روحية أساسية لكل اتجاهاتنا و أعمالنا و علم اللاهوت الجامد أو الإيمان الخاص يجب أن يعطى أساسا داخليا لاختبارنا و التزامنا

. رابعا : السلوك بأخلاقيات تتناسب مع قراراتنا ،كمسيحيين أو مؤمنين ، فنحن نخدم سيدا جديدا ، علينا تجاههم مسؤولية أدبية و روحية ، والمسيحي المخلص له أسلوب حياة خاصة نموذجي أخلاقي ، يتناسب بطريقة تصرف لا تتعارض مع قانون إيمانه "

وهكذا ، أن تكون مسيحيا متكاملا يتطلب هذا ، تعهدا ( الاختبار الديني الشخصي ) مرتبطاً بالالتحاق بالكنيسة . إيمان كهذا لم يقصد أن يكون سهلا لكنه أفضل طريقة . انه شخصي لكنه اجتماعي انه اختياري لكنه بديهي انه يلمس كل ناحية من كياننا .

. كيف تتصرف في أمر قبول الرب يسوع المسيح ؟ كيف يمكن أن تكون لك مواجهة معه ؟ هذا ليس أمرا جامدا لكننا نقدم قائمة من الافتراضات التي يمكن تتخذها كخطوات تسلكها في الطريق إلى الله ، ويؤكد لك الكتاب المقدس بأن الله دائماً مستعد… " وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلوبكم فأوحد لكم يقول الرب " ( ارميا 29: 12و14 )

:خطوات نحو الله

. اعرف أنك لا تملك القدرة في ذاتك لكي تأتى لنفسك بالانسجام الداخلي والسلام القلبي ، واعترف أنك كسرت ناموس الله ، وأنك مذنب وفى حاجة إلى مساعدته وتجد في طلبها (روميه 3: 23) 1
. اعرف أن " يسوع هو الطريق والحق والحياة "( يوحنا 14: 6 ) ولهذا فهو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يساعدك ويأتي لك بالسلام. واعرف أيضا أن حياة وموت وقيامة يسوع هي الوسائل الوحيدة التي بها تقبل غفرانا وتجديدا.( أعمال 12:4 ) 2
. اطلب من الرب يسوع أن يأتي إليك ويطهرك ويغفر لك ويغيرك ويجددك ويهبك حياة جديدة (2 كو 5: 17) 3
. بكل إرادتك ، سلم حياتك بجملتها ، ليسوع المسيح حتى يساعدك فيجعلها أكثر جمالا مما تحلم أنه ممكن. قرر أن تتبع يسوع وهذا يعنى استعدادك لطاعته في كل شئ واجعل طريقه هو أولا 4
. ليكن هذا الوعد فعالاً بصلاتك وقراءتك الكتاب المقدس مدبراً لنفسك مكانا مناسباً للعبادة – اتبع التزامك ، أطع الكتاب المقدس – يطلبك أن تعتمد وتشترك في عشاء الرب مع مؤمنين آخرين 5
. أخيرا ، تقدم لتنمو كشخص جديد في المسيح يسوع تابعا التعليمات كما في (2 بطرس 1: 5-8 ) لأجل حياة مسيحية لها تأثيرها 6

:متطلبات المواجهـــة

. أن تتبعت هذه الخطوات بترو ، وفى إخلاص وبجدية ، فروح الله القدوس سيجعلها حقيقة ذات أهمية في اختبارك الشخصي .وإن كنت قد اتخذت قرارا بقبول يسوع المسيح في حياتك ، كرب وسيد ، فإني أنصحك أن تستمر في حياتك الجديدة ، ومنذ وقت قصير مضى كنت أنظم دراسات كتابية – لبعض أخوتنا المؤمنين حديثاً – وفى منتصف المحاضرة رفعت فتاة يدها وسألتني سؤالا شخصيا – كان هذا قبل تقريرها أن تصير مسيحية حقيقية ببضع أسابيع بدلا من أن تكون مجرد " مسيحية عصرية " والآن تواجه بعض المشاكل والصعاب نتيجة التزامها وتعهدها الجديد . هذا وأنى أرى أنه من اللازم أن أشير بأن سؤالها لي كان – هل كان في حياتك إطلاقا أي شك أو تساؤلات فيما يتعلق بالكتاب المقدس ويسوع أو المسيحية ؟ وقد أجبت دون تردد " نعم " طبعا . ولكن كمسيحي مؤمن أنى اقترب من المسألة من نقطة وجود شخص في الداخل أكثر من وجود شخص في الخارج – وأن لي ثقة عظيمة في الروح القدس ليفي بوعده ذلك لأن يسوع قال : "هو ( أي الروح القدس ) يرشدكم إلى جميع الحق..." أنى لا أنتظر أن يكون لي إيمان حتى أجد جوابا لكل سؤال ذلك لأنه بالنسبة للمؤمنين المسيحيين الإيمان يأتي أولا والإدراك يتبعه دائما

. قال أستاذ جامعي " أن السؤال الذي يطرح بطريقة صحيحة ، هو في الواقع مشكلة تحمل في ذاتها نصف الحل " وهذا صادق جدا . ونحن في حاجة أن نسأل الأسئلة الصحيحة .؟ في هذه الدراسة حاولنا أن نقدم الأسئلة – على الأقل بعضها – وأن نشير لك على الاتجاه الصحيح . من اختباري الخاص أستطيع أن أقول لك أنه يوجد فرح في أن تكون مسيحيا مؤمنا – أنها ليست مجرد رحلة نهاية الأسبوع – بل هي رحلة الحياة بجملتها وطولها – أنها ليست كقراءة قصة خيالية لكنها حقيقة اختباريه ، أنها ليست فقط اختبارا في عالم الوهم بل هي بهجة وفرحة تسلق الجبل .. أنها ليست الانتقال من العالم إلى نزوة أو وهم بل هي جرأة المواجهة للحياة.. أنها ليست جلوسا في مدرج الملعب بل هي انتقال إلى الساحة واندماجك واشتراكك شخصيا وهذه الحياة هي لك أنت الذي تقبل هذه الدعوة للمواجهة

أسئلة مراجعة الفحص الذاتي

. بعد دراسة اختبار التحول للخصي الحبشي وشاول الطرسوسي ( أعمال 8و9) من فضلك ضع الحوادث مع الشخص وضعهم في النظام التاريخي بوضع علامة ح-1 ، ففي – 1 ، في – 2 ، ج 2 وهكذا 1

…… أ - شفى واعتمد (ح) الحبشي (ش) شاول

. …… ب – كانت له مواجهة مع يسوع المسيح في رؤيا

…… ج - اعتمد كدليل لإيمانه

…… د - اضطهد المسيحيين لكي يرضى الله

…… ه - رأى نورا وسمع صوتا

…… و - قبل توضيحا من مسيحي

…… ز - كانت له مواجهة مع يسوع المسيح في المكتوب

…… ح - أعلن الإيمان بيسوع أنه ابن الله

…… ط - قدم طاعة ليسوع

…… ى - درس الكتاب المقدس باحثا عن الحق

: فكرة للتأمــــل

. هل يمكن أن تتبع العناصر الأساسية لمواجهة الباحث وتجاوبه كما يرى هنا في بداية الصداقة التي وضعتها ؟ ربما كنت وحيدا ، قابلت شخصا ما ، وقد اجتذبت إليه … الخ هل يوجد نموذج لك ؟ هل يمكن أن تطبق هذا على الحالة التي أنت عليها في علاقتك مع يسوع المسيح ؟

. الاختبار المسيحي اختبار لا يعادل ، وهو متميز لكل شخص – أما عن الأشياء الآتية يمكن أن يكون خاصا أو خارقا للطبيعة وأيها يمكن أن يكون عاما بين الذين تحولوا. اكتب (خ) للاختبار الخاص و(ع ) للاختبار العام 2

أ - مشاهدة رؤيـــا ب - الحضانة الوجدانية

ج - فترة عدم الاستقرار د - البحث عن الحقيقة الروحية

ه - الصراخ والاهتزاز و - إدراك الحاجة ليسوع المسيح

. ز - الإحساس بتيارات الحياة القوية

ح - دفء غريب ط - قبول حياة جديدة من المسيح

ى - يتجـــدد ك - يتحرر تلقائيا من المخدرات

. ل - مقررا أن يتبع يسوع إلى الأبد

: فكرة للتأمـــل

كيف يختلف التحول المسيحي عن أي اختبار شخصي جذري في حياتك ؟ وكيف ترى هذه الاختلافات ؟

. أن الناس المستخدمين كأمثلة لتحولهم ظهرت في حياتهم العديد من الصفات – اكتب الاسم في المكان الخالي الذي يشير إلى الشخص أو الأشخاص – الذين يظهرون – تلك الصفات المهنية أكثر من غيرهم: أن لم يوجد فاكتب (x) وان كان الجميع اكتب (الكل) 3

….. (أ) الشك العقلي .... (ب) محتاج لله

….. (د) تعهد وخدمة .... (هـ) رغبة مخلصة للحق

….. (ج) الكبرياء العقلية .... (و ) الثبات تحت الاضطهاد

….. )ز) هدف جديد .... (ح) مثاليات عالية توضع موضع العمل

….. )ط) عزلة عن الحياة .... (ى) دارس مشهور

أ – هالــسبى (2) الصاد هو سند رسخ (3) ني نو – شح (4) س . أس . لويس (1)

: فكرة للتأمــــل

لاحظ الصفات التي تسود حياتك . أي صفات سلبية تحتاج التغلب عليها في حياتك وأي صفات إيجابية تحتاج إلى معرفة لتطويرها ونموها في حياتك ؟

: ضع رقم نوع الإيمان إلى جانب التعبير الفني الصحيح لمستوى الإيمان وتعريفه ، في المكان الخالي 4

أ - ....+.... الإيمان كلمات 1- دليل سلوكي

. ب - ....+.... الإيمان كفهم وإدراك ؟ 2- إدراك وحدة متكاملة

ج - ....+.... الإيمان كفعل 3- إدراك عقلي

د - ....+.... الإيمان ككل متكامل 4- الإثارة الكلامية كباعث على الاستجابة

5- الاقتناع المدرك المعبر عنه بالألفاظ ، ثم تطبيقه

. في سلوك منظم

6-ألفاظ لا تمت لطريقة الحياة بصلة
7-فهم يظهر في العمل
. 8-إيمان منطقي منفصل عن العمل

: فكرة للتأمـــــل

. في أوقات مختلفة ولأمور متعددة فنحن نتمسك بمستويات متباينة من الإيمان . حاول أن تجد شيئا في حياتك لكل مستوى ، حينئذ اسأل نفسك عن وجود صلة بين الوقت الذي تضيعه والمستوى من الإيمان الذي تتمسك به

. من فضلك ، ارسم دائرة حول الحرف الذي يتصف بالاستمرارية مع اعتبار الإنسان صاحب الإرادة 5

أ - يطلب اختبارات عاطفية

. ب - يطلب مواجهة مع الحق

. ج - يخضع الاختبارات العاطفية للإيمان العقلي

. د - يتعرف على الحق كما يدركه ويشعر به

. ه - يرفض الاختبارات لأية عاطفة

. و - يرغب في توحيد الإيمان مع الاختبار في التطابق العملي

ز - لا يتساهل مع البديهيان عندما يقترب من الدين

. ح - يقبل ثابت الشعور ودوامة

. ط - يدعى بأنه يملك كل الإجابات

. ى - يختار أن يشابه يسوع المسيح

: فكرة للتأمـــــل

. في نفسية الإنسان نجد سيادة العقل والعاطفة والإرادة ، انه ليس من السهل الفصل بينهم . ادرس حالتك فيما لو كنت إنسانا – رجل عقل أو رجل عاطفة ؟ وهل أنت على استعداد أن تكون " رجل إرادة "

دراســــة شخصيــــة

اقرأ النصوص الكتابية الآتية روميه 3: 21- 23 و 1.: 8-13 ويوحنا 1: 12 و1 يوحنا 1: 9 واكتب جملة مختصرة مبنية على هذه الآيات ، فتعطي تعريفاً كل من الكلمات الآتية والهامة في اعتبار التحول المسيحي 1

... الخطيــــة .................................

....................................

... الاعتــراف ..................................

... .................................

... الإيمان .................................

... .................................

... أبناء اللـــه .................................

... .................................

علق على فكرة " الحضانة الوجدانية " كما نوقشت في هذا الدرس. هل يمكنك كتابة بعض الأشياء التي حدثت في حياتك ، التي ساعدت في التأثير عليك لتدرس المسيحية وهذه الدروس بشكل خاص ؟ 2

... .................................

... .................................

... .................................

. أن كنت تريد أن تصير مسيحيا الآن ، انه في الإمكان ، وببساطة اطلب من المسيح يسوع أن يغفر لك كل خطاياك ويجعلك مقبولا في نظره .. وادعوه كأنك تتحدث إلى صديق .. لأنك ستكون صديقه واكتب في الفراغ أدناه ، لماذا تريد أن تقبل المسيح 3

... .................................

... .................................

... .................................

. أن كنت تريد مساعدة في بداية صلاة التوبة والاعتراف استخدم الصلاة الآتية ثم أضف كلماتك الخاصة في نهايتها " أيها الرب يسوع أنا أعترف بحاجتي إليك ورغبتي بأن أعطيك حياتي ومستقبلي. اغفر لي أعمالي الشريرة وتقصيراتي واجعل حياتي طاهرة. اجعلني ابنا لله وساعدني في كل يوم لأعيش لمجدك وكرامتك. إني أدعوك لتصير رب وسيد على حياتي ، ومركز لكل كياني. هبني روحك القدوس ليرشدني ويقويني. في اسم يسوع أصلى. آمين 4

. سجل الآن الانطباع الذي كان لك عندما صليت وأية تأثيرات أحسست أنها ستكون على حياتك

... .................................

... .................................

... .................................

. يضع الكتاب المقدس أهمية كبرى على الاسم المعطى للشخص في الكتاب المقدس نجد أن الأسماء على وجه العموم صنف الأشخاص ومراكزهــم وبعض الظروف التي تؤثر عليهم والرجاء الذي يأتيهم … الخ ، لذلــك يجئ الاسم معبرا عن الشخص عندما يحدث للشخص تغيير جذري في الظروف أو بمواجهة شخصية مع الله ، لم يكن أمر غير عادى بالنسبـة له أن يتخذ أو أن يقبل اسما جديدا. ويوجد العديد مثل هذا في الكتــاب المقدس وتذكر من الدرس الثالث أن يسوع غير اسم سمعان إلى بطرس ثم أن علماء النفس يوافقون على أن الاسم هو دليل الشخصية والاسـم المحكم يلهم ثقة ويوحي بشخصية متزنة ، بينما الاسم النكرة أو غيــر المشهور أو الاسم الغريب يزيد من المشاكل النفسية المتعلقة بالشخص