لديانة اليهودية

caravan.gif (1087 bytes)

3

عند تأملنا هنا للديانة اليهودية ، لا نحاول أن نقدمها كما نعرفها نحن ، بل نحاول أن نصل إلى أقرب صورة كانت معروفة لدى عرب الجاهلية وقتئذ، وسبب ذلك هو قلة ما كتب وقتئذ عن اليهود . ومن هنا ندرك صعوبة البحث ، وذلك ،وكما يقول بروكلمان في كتابه تاريخ الأدب العربي الجزء الثالث/الباب الخامس- ص 7، 8 " لقد بدأ العلماء العرب منذ أوائل الدولة العباسية يصنفون كثيراً من الكتب في أحداث ووقائع متفرقة ، كالغزوات ، وحرب الردة ، والفتوح ، والفتن ، وحروب العرب ،ونشأ من ذلك مذهب التحليل والتعليل وإرجاع الأمور إلى أصولها وأسبابها..... على أن أوائل ذلك التحليل التاريخي عند العرب كانت تأخذ أيضاً - إلى عهد طويل - قالب الإسناد في ذكر الأخبار المتفرقة ، فكان رواة أيام العرب وغزوات الرسول مثلاً يسندون أخبارهم - على غرار رواة الحديث - إلى الرجال الذين حضروا تلك الوقائع أو زعموا أنهم حضروها " .

. وعلى هذا النسق فإننا نرى أو ل من صنف كتاباً في غزوات محمد هو إمام المغازى موسى بن عقبة بن أبى العباس الأسدى ، مولى بنى الزبير بن العوام بالمدينة ، الذي قضى القسم الكبر من حياته في زمن خلافة بنى أمية أنهم حضروها . ولم أنهم ، وتوفى سنة 141 هـ / 758 م

. ومن هنا يمكننا أن نفهم كل هذا الخلط في تأريخ العرب - حتى المعاصرين لنا الآن والذين أدركوا أساليب البحث الدقيق للتأريخ - لنفسهم أو للذين عاشوا معهم ، وبين ظهرانيهم . وتبلغ الحساسية مداها عند محاولة البحث عن تاريخ اليهود في الجاهلية ، وذلك لما لاقاه اليهود بوجه خاص من الازدراء والتحقير من العرب المسلمين ، والذين يعملون حتى الآن على توريثه لأبنائهم مثل كل شئ . وهنا سنحاول أن نقدم شكل متوازي لما كتبة المؤرخين العرب ، وما نعتقده

.. من هم

. - قيل هم الذين هادوا ، أي مالوا عن دين موسى أو هم الذين تهودوا [ تفسير أبن عباس 1. ، 98 ]

. - ويقول ( عمرو بن العلاء ) لأنهم يتهودون ، أى يتحركون عند قراءة التوراة [ تفسير أبن كثير 1/103 ، 2/ 8. ، 3/ 21. - مجمع البيان في تفسير القرآن 1/125 ]

. - وقيل هم الذين مالوا عن الإسلام وعن دين موسى [ مجمع البيان في تفسير القرآن 1/125- تفسير أبن عباس 1. - التفسير الواضح 1/36]

بينما ما نعتقده نحن وكما يقول قاموس الكتاب المقدس /ص 1084 :" أطلقت هذه الكلمة أولاً على سبط أو مملكة يهوذا ( 2 مل 16 : 6و 25 : 25 ) تمييزاً لهم عن الأسباط العشرة الذين سموا إسرائيل ، إلى أن تشتت الأسباط العشرة وأخذ يهوذا إلى السبي ثم توسع معناها فصارت تشمل جميع الذين من رجعوا من الاسر من الجنس العبراني . ثم صارت تطلق على جميع اليهود المشتتين في العالم ( اس 2: 25 و متى 2 : 2 ) . وكانت لغة اليهود العبرانية ( 2 مل 18 : 26 و نحميا 13 : 13 : 24 ) . وفى أيام المسيح والرسل كان العالم مكوناً من يهود وأمم . ولفظة يهود أعم من عبرانيين ، لأنها تشمل العبرانيين الأصليين والدخلاء ".

: ويقول صاحب معجم الإيمان المسيحي ( الأب صبحي حموي اليسوعي )/ ص 549

" في الأصل ، سكان مملكة يهوذا // بعد العودة من الجلاء ، تسمية مألوفة للدلالة على الإسرائيليين // في العهد الجديد ، إما على غير الوثنيين ، وإما على غير المسيحيين . فيكون المعنى تارة الشعب الإسرائيلي ، وتارة الذرية غير المؤمنة . وفى إنجيل القديس يوحنا ، تدل هذه الكلمة على خصوم يسوع خاصة // في أيامنا ، خلف بنى إسرائيل المنتشرين في العالم ، بصفتهم جماعة عنصرية وتارة جماعة دينية " .

دخولهم الجزيرة العربية ..

. وأما عن دخول اليهود ، وبالتالي اليهودية إلى الجزيرة العربية ، فهذا محل خلاف كبير .فمثلاُ نجد بروكلمان يقول :" نزلت طوائف من اليهود في قرى شمالي الحجاز , ولعلهم هاجروا من فلسطين بعد أن قضى على ثورتهم تيطوس وهدريان [ 7. م ] . وقد استعرب هؤلاء اليهود تماماً ، وقبلوا في جماعتهم أقواماً من القبائل العربية الخالصة ، ولكنهم ظلوا مع ذلك على علاقة وثيقة بيهود فلسطين ، لا عن طريق التشريع الكتابي فحسب ، بل كذلك بما تولد من قوانين الهلاة والهجادة [ الهجادة Haggada كلمة عبرية معناها التفسير ، أى تفسير الكتاب السماوي ، وأطلقها اليهود على ما استخرجوه من العهد القديم من المواد الأخلاقية والتربوية والتاريخية ، في مقابل الهلاكة Halacha ( ومعناها الأصلي : المقياس ) التي يراد بها ما استنبطوه من الكتاب من التشريعات الدينية في التلمود ]

. وكان العرب ينظرون إلى اليهود نظرة احتقار وازدراء ، على الرغم من أن اليهود كانوا يؤدون للعرب أعمالاً لا غنى لهم عنها ، زراعاً وصناعاً ، وصاغة للذهب على الخصوص"

[ تاريخ الأدب العربي : كارل بروكلمان- ج 1 / ص 121]

. بينما يقدم لنا الأب لويس شيخو رأى أخر :" دخل اليهود في أزمنة مختلفة في جزيرة العرب فاستوطنوا في بعض جهاتها ، وعلى الأخص بعد جلاء بابل لما فر بعض بنى إسرائيل من وجه الآشوريين فتوغلوا في أنحاء العرب . وحدث مثل ذلك بعد خراب أورشليم على يد الرومان إذ تشتت شمل اليهود . وكانت سكناهم خصوصاً ما وراء بحر لوط وفى جهات تيماء ووادي القرى في يثرب وخيبر وبعض أحياء اليمن . ولم نعلم من أخبارهم إلا النزر القليل . وما لا ريب فيه أن القبائل اليهودية كانت تعيش بين العرب دون أن تختلط بهم مواظبة على عاداتها المألوفة وشرائطها الدينية .." [ النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية / ص 18 ]

. ونحن نرى بأن رأى الأب لويس شيخو أقرب إلى الصواب ، هذا إذا وضعنا في الاعتبار نصوص الكتاب المقدس ( أعمال الرسل 2: 5- 11) ، ففي هذا الشاهد نرى من بين الحجاج إلى أورشليم وقت حلول الروح القدس على الرسل "عُرب" ، وذكرهم يأتي بشكل تلقائي ، وكأن الكاتب يخبر أناس يعرفون ذلك ومنذ زمان

. هذا عن دخول اليهود إلى الجزيرة العربية . والذي نلاحظه هنا أن المؤرخين العرب يسكتون هنا ، وطبعاً السبب معروف فهم لا يقرؤون الكتاب المقدس ، ويكتفون بالنقل من القدماء - حيث للنص قدسيته حتى وإن كان من عند غير الله فيكفيه أنه من عند الأخيار القدماء - وهذا مما يعطى للبحوث التاريخية صعوبة خاصة ، وهذا يزيد إذا ارتبط مع غير العقيدة الإسلامية ، أو مثل اليهود هنا - فالقرآن خصهم بكراهية خاصة جداً - حتى أننا وعلى سبيل المثال نجد أن قصة موسى في القرآن قد تكررت أكثر من أية قصة أخرى ، وكل مرة تأخذ اتجاه مهدف .[ راجع الشواهد المذكورة بالمصحف الموجود لديك ص 286بالباب الرابع عشر : القصص والتاريخ ، 25-موسى]

... اليهودية هي ديانة

. الدين اليهودي عصب العنصرية اليهودية ، وهو دين يختلف اختلافاً بيناً من حيث طبيعته ونشأته وتاريخه عن أكثر الأديان المعروفة.وتجدر الإشارة هنا إلى أنه يجب علينا أن لا نخلط بين اليهودية كديانة ، والصهيونية كحركة عنصرية

. والدين اليهودي هو مجموعة من العقائد والشعائر والطقوس وقواعد السلوك والأخلاق.تراكمت وتبلورت ونضجت على مدى آلاف السنين . لم تنزل على رجل واحد. إذ أن تاريخ النبوة في إسرائيل يواكب التاريخ الاجتماعي والسياسي لتلك المجموعة البشرية

. وتشتمل الديانة اليهودية على فلسفة أخلاقية تصف بأسلوب مفصل كيف ينبغي أن يعيش الإنسان في دنيا هي هبة الله تعالى للبشر . وتصر على قيام نظام ينظم سلوك الإنسان لأن الأعمال الصالحة وحب البشر والاستمتاع بالحياة هي مفاتيح الحياة وكل ما سواه شروح

: - عقيدة اليهود كما صورها القرآن

. تحدث القرآن عنها فصورها سليمة صادقة صافية ، لا تختلف عن عقيدة المسلمين {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده . وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط }(النساء4: 163). فالعقيدة الأصلية لبنى إسرائيل هي الإيمان بالله الواحد الأحد . الفرد الصمد . والإيمان بالملائكة والرسل وبالكتاب واليوم الآخر ، وما يتصل بذلك من الحساب . ومن الثواب أو العقاب

. ومن العقائد التي كان على بنى إسرائيل أن يتبعوها ، إيمانهم في ذلك سنة إبراهيم وتكررت عقيدة التوحيد والإيمان باليوم الآخر ، وهى منسوبة إلى غير إبراهيم من أنبياء بنى إسرائيل والصالحين منهم

هذه هي أسس العقيدة لدى بنى إسرائيل وقد صورها القرآن واضحة جلية في كثير من آياته المحكمات ، ولكن بنى إسرائيل ثاروا بوجه أنبيائهم ورفضوا الاستجابة لهم . وهاجموهم بل وقتلوا بعضهم ، واستبد بهم الضلال والجحود فعبدوا غير الله وأنكروا البعث ونسبوا لأنبيائهم ما لا يمكن أن يصدر عنهم [ اليهودية : تأليف : أحمد شلبي / ص 142]. وعلى هذا فإن القرآن قد صور حالة بنى إسرائيل أحسن تصوير !! ن إذ قال فيهم ....

أ- { ضربت عليهم الزلة والمسكنة ، وباءوا بغضب من الله } ( البقرة 2: 61 )

ب - { ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة } ( البقرة 2: 74 )

ج - { أو كلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم , ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون }

(البقرة 2: 87 )

د - { يا أهل الكتاب .. لم تلبسون الحق بالباطل . وتكتمون الحق وأنتم تعلمون }

( آل عمران 3: 71 )

. ويضيف د. محمد إبراهيم الفيومي في كتابه " في الفكر الديني الجاهلي "ص 86و87 ملحوظة ظريفة حيث يقول : " ومن صور المنهج الرفيع في القرآن ، استعمال اسمين عند التحدث عن العبرانيين : فهم تارة " اليــهود " ، وتارة " بنو إسرائيل " . وتقوم عبارة ( الذين هادوا ) في بعض المواضع مقام لفظ " اليــهود " . والقرآن الكريم حينما يستعمل الاسمين لا يفعل لأنهما مترادفان - كما يقول مثلاً: المسيح ، وعيسى بن مريم - بل يطلق عليهم : اليهود ، والذين " هادوا " في موضع السخط أو التنديد بشئ أعمالهم ، أو عند حكاية ما أصابهم من الذل والعبودية لفساد طويتهم وسوء نيتهم

. أما إذا جاءت مواضع في القرآن الكريم تذكر بفضل الله على هؤلاء القوم ذاتهم أو اصطفاء الله لهم وإسناد الرسالة إلى رجال منهم وإسباغ الحكمة والنبوءة عليهم ..الخ

! أما الشيء الذي لم يرد في القرآن : فهو مصطلح ( عبري وعبراني ) لم يرد في القرآن مطلقاً ...." !!

.. تأثير اليهود في عرب الجاهلية

. وجد اليهود في بلاد العرب ، ونشروا في البلاد التي نزلوها في جزيرة العرب تعاليم التوراة ،. وما جاء فيها من تاريخ الدنيا ، ومن بعث ، وحساب ، وميزان ، وجنة ونار ،. كذلك كان لليهود أثر في اللغة العربية ؛ فقد ادخلوا عليها كلمات كثيرة لم يكن يعرفها العرب ، ومصطلحات دينية لم يكن لهم بها علم مثل : جهنم ، والشيطان ، وإبليس [ أحمد أمين : فجر الإسلام ص 27 ]. واقتبس عرب الحجاز من اليهود أموراً كثيرة : كالذبائح ، والزواج ، والاحتفال بالأعياد ، والصوم

. وأيضاً لما استقر اليهود، عملوا على حفر الآبار في الأراضي العالية ، واشتغلوا بتربية الماشية، والدجاج ، ونسج الأقمشة ، وكانت التجارة من أهم مرافق الحياة عند يهود الحجاز

. وقد استطاع هؤلاء اليهود ، رغم ما قيل من أنهم قليلي الدعوة لهذا الدين ، أن يؤثروا على بعض العرب ويهودوهم ، فقد قيل إنه تهود قوم من الأوس والخزرج بعد خروجهم من اليمن لمجاورتهم يهود خيبر وقريظة والنضير [ اليعقوبى : تاريخه ج 1 ص 213]. كما دانت بعض القبائل باليهودية ، ومنها بنو كنانة ، ولعلها سرت إليهم من مجاورة اليهود لهم في تيماء ويثرب وخيبر [ على إبراهيم حسن : التاريخ الإسلامي العام ص 165].ومع أنه لم تستطع اليهودية أن تتغلب على الوثنية في بلاد العرب ، لأن كثير من أحكامها لا يتفق وطبيعة العربي . فهي وإن أباحت قتال الوثنيين - والقتال دين العربي - فإنها لا تبيح الانتفاع بغنائمهم بل تحرقها[ يشوع6: 21، 24, 7: 1، 1 صموئيل 15: 1.- 23] ، والعربي إنما يقاتل لينتقم من عدوه في نفسه وينتفع بماله وأهله

.. بعض الأحـــكام الديــنية عند اليهود

الصـــــــــوم .. يعتبر الصوم مظهراً من مظاهر الخشوع لله تعالى ، والتذلل إليه وهو يشمل :

أ- صوم ( تموز ) ومقداره يوم واحد . ويقع في (18 ) تموز العبري .وهم يعتبرون هذا الصوم حداداً على حوادث مختلفة ، أهمها ....

. + تحطيم لوحي الشريعة ( التوراة )

. + إبطال القربان اليومي صباحاً ومساءاً

+ ذكرى هجوم تيطوس على أورشليم عام ( 7. م ).

. ب - صوم ( آب ) ويقع في اليوم التاسع منه . وهو يوم ذكرى سقوط أورشليم في يد تيطوس وتخريب الهيكل الذي كان قد أقيم بعد العودة من السبي البابلي في القرن الخامس قبل الميلاد

: الصـــــــــــــــــــلاة .. لم تكن الصلاة محدودة وإجبارية ، بل كانت تقام حسب الأحوال والاحتياجات الشخصية والعمومية ، ولكن بعد تخريب الهيكل وسبى اليهود إلى بابل بطل تقديم القرابين ووضعت الصلاة بدلاً عنها . والصلاة عند اليهود على نوعين

أ - صلاة فردية : أي شخصية ، وهى صلاة ارتجالية يقوم بها الأفراد حسب الظروف والاحتياجات

الشخصية . ولا علاقة لها بالطقوس والمواعيد والمواسم ( مثل صلاة إبراهيم من أجل خلاص سدوم ،

وصلاة يعقوب لخلاصه من عيسو كصلاة موسى من أجل بنى إسرائيل وهذا النوع من الصلاة يقام في

. أي محل كان

ب - صلاة مشتركة أو عمومية : وهى التي تؤدى باشتراك جملة أشخاص علناً وعموماً في أمكنة خاصة ( مجامع ) وفى مواعيد معلومة وحسب طقوس وقوانين مقررة .وخبرنا الأب متى المسكين بنظام

: الصلاة في مجمع اليهود في القرن الأول المسيحي كما يلي

. - قراءة " الشمع " [ اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد ] -1
. - تبدأ صلاة من فم رئيس المجمع -2
. - قراءة من الناموس يضاف إليها في يوم السبت وأيام الأعياد قراءة من الأنبياء -3
. - عظة يلقيها أحد الأعضاء المقتدرين ( لوقا 4 : 16 ) -4

. على أن القراءة من الأنبياء في المجامع الحديثة آنذاك لم تكن دورية ولكن كانت تختار في يومها . [ الأب متى المسكين : شرح سفر أعمال الرسل / ص 567 ]

ولم توضع الصلاة الطقسية عند اليهود إلا بعد تأسيس أمكنة العبادة كالهيكل وخيمة الاجتماع ، وكانت الصلاة مركبة في الغالب من النثر ثم النظم وتتلى بطريقة الغناء، وبالتدريج صارت تستعمل الآلات الموسيقية . وخصص المغنون لهذا القصد [ حسن ظاظا : الفكر الديني الإسرائيلي ص 17.].وفى الصلاة يحرصون على وضع الأيادي على الصدر مع حنى الرأس قليلاً . وهم يتوجهون في صلاتهم إلى بيت المقدس ( أورشليم ) ويتجه من فيها إلى الهيكل .

. وفى المجامع تكون أماكن الجلوس مرتبة حسب درجات الشعب من أمام الهيكل إلى الوراء [ العميد عبد الرزاق محمود أسود / المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب ج 1 / ص 179 ]

. وينسب إلى عزرا أنه رأى وجوب وضع صلاة يومية للشعب اليهودي تقوم مقام الذبائح التي أبطلت بعد خراب الهيكل . وقد وضعت باللغة العبرية ليقرأها الإسرائيليون أينما وجدوا . وتوجد بعض الصلوات الخصوصية وضعت باللغة الكلدانية وترجمت إلى العربية في القرن ( 16 م)

: والشماع هو أهم قسم في الصلاة ، مأخوذ من سفر التثنية ، رتبه مع البركة التي قبله وبعده عزرا الكاهن . وكلمة ( شماع ) تعنى ( اسمع ) وهى أول كلمة من آية التوحيد عند اليهود {أسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد } ( تثنية 6 : 4 ) ، والشماع مجموع من ثلاث أقسام

. الأول مأخوذ من ( التثنية ) يبتدئ بآية التوحيد . ثم ذكر وجوب محبة الله ووجوب حفظ وصاياه وتعليمها أولادهم 1
. الثاني مأخوذ من سفر ( التثنية ) ويذكر وعد الله تعالى بالمكافأة وإطالة الحياة عند إتمام وصاياه 2
. الثالث مأخوذ من سفر ( العدد ) يذكر وصية الأهداب للتذكير بوجوب طاعة أوامر الله تعالى 3

: أما ( شموته عسرة ) فهي مجموع ( 91 ) بركة . وهى أهم قسم في الصلاة بعد ( الشماع ) ، وضعها عزرا ثم أعيد ترتيبها ثانية . وكانت تقرأ غيباً من البركة الأولى حتى الأخيرة ، ووردت أكثر ألفاظها وعباراتها في الكتاب المقدس . وهى تقسم أيضاً إلى 0 3 ) أقسام هي

. أ- الأول - التسابيح وتشمل البركات الثلاث الأولى

. ب - الثاني - الطلبات أو التوسلات ، وتشمل ( 13 ) بركة المتوسطة

. ج - الثالث - التشكرات ، وهى البركات الِ( 3 ) الأخيرة

. ويعتبر ( كتاب الصلاة ) أقدم كتاب يشتمل على مجموع صلوات السنة ، وقد وضع في ( بابل ) في الفترة بين ( 846 - 864 ق . م ) وهو يختلف قليلا ً عن كتب الصلاة الحالية ، وفى الفترة من عامي ( 928 - 942 م ) وضع كتاب صلاة آخر . ثم وضع موسى بن ميمون كتاب صلاة شهيراً ، ترجم وطبع في بطرسبورج ( 1851 م )

: والصلاة الواجبة على اليهودي في اليوم هي (3 ) صلوات

. أ- صلاة الفجر. وتسمى صلاة السحر . ووقتها منذ أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود إلى ارتفاع عمود النهار

. ب - صلاة نصف النهار أو القيلولة . ووقتها من انحراف الشمس عن نقطة الزوال إلى ما قبل الغروب

. ج - صلاة المساء أو صلاة الغروب . ووقتها من غروب الشمس وراء الأفق إلى أن تتم ظلمة الليل الكاملة . ( وهى تقابل الصلوات عند المسلمين )

: وللصلاة عند اليهودي طقوس وهى

. أن تبدأ الصلاة بغسل اليدين فقط ، ثم يوضع الشال الصغير على المنكبين ( الكتفين ) ويكون من نسيج أبيض مربع أو مستطيل ، وفى كل زاوياه حلية من (8) أهداب من الخيط الأبيض والأزرق ( وفى صلاة الجماعة في المعبد يستعمل الشال الكبير ) ويجب ألا تلمسه النساء ، ويخصص له موضع معلوم في المنزل . ويلبسه اليهودي منذ أن يبلغ سن التكليف بالعبادة وهى ( 13 ) سنة ، ويبقى عنده حتى وفاته ويكفن به عادة

. ويجب تغطية الرأس للتعبير عن الاحترام

. ثم يلبس ( التفلين )في وسط الجبهة ويربط بشريط من الجلد حول الرأس . وفى الكف الأيسر حول الإبهام حيث يربط بشريط حول اليد - وإذا كان الشخص أعسر فيوضع عند إبهام الكف الأيمن - والتفلين عبارة عن علبة صغيرة من الخشب أو الجلد محفوظ في داخلها رقعة من رق الغزال مكتوب عليها ( قراءة السماع )

: حفظ الســــبت

. ليوم السبت عند اليهود قداسة خاصة ، ويقع في اليوم السابع حسب ترتيبهم الخاص لأيام الأسبوع ، ويحتفلون به أسبوعياً على مدار السنة ، إحياء لذكرى اليوم السابع ، حيث أتم الرب خلق العالم في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع

والكلمة العبرية " شبات = Shabbat " تعنى : السبت ، يوم استراحة ، يوم عطلة . وهى متصلة بالفعل الثلاثي المجرد في العبرية " شافت = Shavat " ومعناه استراح ، أنقطع عن العمل ، توقف ، أنتهي ، قضى يوم السبت ، أضرب " عن العمل " ... ومنه " شبتيان = Shabbatian " أي المسبت ، وهو من لا يعمل يوم السبت ، و " شباتو = Shabbaton " ، أى راحة تامة ، التوقف التام عن العمل ، عطلة عامة .

وجدير بالذكر ، أن العلماء لم ينجحوا في تتبع أصول أيام الأسبوع السبعة ، ولم يستطيعوا التوصل إلى الأصول الدقيقة للسبت . فنحن لا نكاد نلمس أية علاقة بين كون الأسبوع سبعة أيام وبين التقويم الشمسي أو القمري . ومن ثم ، فإن الغموض يكتنف أصل يوم السبت في اليهودية ، ومع ذلك ، يعتقد البعض أنه متصل بأطوار القمر الأربعة ، في حين يعتقد آخرون بأنه يتصل بالكواكب السبعة السيارة [ دائرة المعارف اليهودية - نقلاً من د. محمد الهوارى / السبت والجمعة في اليهودية والإسلام ]، وأيضاً لمزيد من التفاصيل حول منشأ السبت / أرجع إلى [ دائرة المعارف الكتابية ( العربية ) الجزء الرابع ص 33. - 335].

ويرى معنا الدكتور محمد الهوارى بأن فكرة اعتبار اليوم السابع ، يوم راحة مقدسة ، أنها فكرة يهودية الأصل ، ترجع جذورها إلى فترة مبكرة من تاريخ بنى إسرائيل . [ السبت والجمعة في اليهودية والإسلام ص 23] .

: الأسماء المختلفة ليوم الراحة عند اليهود

: أطلق اليهود عدداً من الأسماء على يومهم الأسبوعي المقدس - يوم الراحة - فعرفوه بها ، واستخدمتها مصادرهم كلما أشارت إليه . وقد وردت هذه الأسماء المختلفة الدالة على هذا اليوم ، في مواضع كثيرة ومتفرقة في أسفار العهد القديم ، وفى التلمود ، وسائر الكتب المقدسة عند اليهود ، كما استخدموا بعضاً منها في أناشيدهم الدينية المتعلقة بهذا اليوم ن وكذلك في حديثهم اليومي ، خاصة عند تبادل التحية فيما بينهم في هذا اليوم . ويمكننا حصر هذه الأسماء على النحو التالي

. " شبات " ، أى : السبت ، وهو اسم يتصل - كما ذكرنا - بالفعل " شافت " الذي يعنى ك استراح وأنقطع عن العمل . فالانقطاع عن العمل هو أمر أساسي في اليوم السابع من أيام الأسبوع ، والراحة فيه واجبة ، ولذلك سُمى هذا اليوم باسم " شبات " 1

. وقد ورد في (سفر الخروج 23: 12 )و ( خروج 31: 14)

. " ها يوم هشفيعى " ، أى : اليوم السابع . سمى يوم السبت في سفر التكوين بــ " اليوم السابع " ، وورد هذا الاسم مرتبطاً بقصة خلق الكون ، حيث استغرقت أحداث الخلق ستة أيام ، ثم اكتملت العملية كلها عندما استراح الرب الخالق في اليوم السابع ( تكوين 2: 1- 3 ) 2
" شبات منوحا " ، أي سبت راحة . إذا كان الرب قد أنجز أعمالاً محددة في كل يوم من الأيام الستة حتى أنهى عملية خلق الكون ، فماذا خلق في اليوم السابع ؟ 3

. يرى حكماء اليهود وفقهاؤهم أن هذا اليوم كان متمماً لعمليات الخلق جميعها . فبعد أن أنهى الرب عمليات خلق الكون ، لم يكن هناك إلا شئ واحد يجب عمله ، وهذا الشيء هو " الراحة " ، ولهذا جاء " السبت " ، فجاءت " الراحة " ، ومن ثم جاء الاسم : " شبات منوحا "

. " شبات قودش " ، أى السبت المقدس . فضلاً على أن هذا الاسم يدل على حتمية الانقطاع عن أي عمل في هذا اليوم ، فإنه يدل على الروح الخاصة المميزة لهذا اليوم ، ويشير إلى مدى قداسته عند اليهود . وقد ورد هذا الاسم في كثير من المواضع في العهد القديم ، بل وأكدت على قدسيته كل المصادر اليهودية [ راجع سفر التكوين 2: 3 ، وخروج 2. : 8 ، وتثنية 5: 12، وخروج 2. : 11 ، 31: 14,15 ، 35: 2 ، نحميا 9: 14] 4

. وبهذا المفهوم نجد ظل كثيف له في القرآن [ راجع الأعراف 7: 163 ، البقرة 2: 65 ، النساء 4: 47, 154 ، النحل 16: 124 ]

. " شبات شالوم " أي : سبت سلام . إن التسمية بهذا الاسم ، دليل على أهمية العيش في سلام في هذا اليوم ، فيجب أن تخيم على الجميع روح المرح والسرور والسلام ، ويجب أن يشعر الفرد والجماعة بنوع من الطمأنينة في هذا اليوم . وقد صار هذا الاسم " شبات شالوم " يستخدم كعبارة تهنئة وتحية خاصة ، يتبادلها اليهود فيما بينهم في يوم السبت 5
. " شبات هملكا " أي : السبت الملكة . تشير هذه التسمية إلى المكانة العظيمة التي يحتلها السبت في نظر حافظيه ، ففي تشبيه يوم السبت بالملكة ، إظهار لجلال هذا اليوم وأهميته . يبدو ذلك واضحاً عندما ينتظر اليهودي مجيء السبت كل أسبوع وكأنه على موعد مع ملكة متوجة قادمة ، أو كأنه يستقبل عروساً في ليلة زفافها .[ السبت والجمعة في اليهودية والإسلام / د. محمد الهوارى ] 6

. ويصف علماء التلمود استقبال يوم السبت وكأنه " استقبال ملكة " ، فيروى أن الابى حنانيا كان يكتسي أبهى حلله ويقف مساء السبت في وقت الغسق ويقول : " هيا تعالوا ، لنذهب إلى السبت ... الملكة " , قد تردد هذا الاسم على ألسنة اليهود ، وشاع استخدامه في الآداب الدينية والقصص والأشعار . وبخاصة لدى زعماء " القـبالا " وهم صوفي اليهود [ القبالا حركة ظهرت في القرن الثالث عشر ، وبحثت عن وسيلة أخرى غير الفلسفة لمعرفة ما هية الرب والعالم . وتتميز هذه الحركة باتجاهها نحو الباطنية . فالقبالا هي علم التأويلات الباطنية والصوفية عند اليهود ]

. ويعتبر الفكر الديني اليهودي وصية حفظ السبت ، واحدة من أعظم الإسهامات التي قدمها اليهود للجنس البشرى ، فقبلها لم تعرف أية أمة على وجه الأرض يوماً للراحة الأسبوعية

السبت في المشنا والتلمود ...

. أولاً لابد لنا أن نعرف ما هي المشنا ؟:" المشنا " أو المشنه " : هي مجموعة من الشرائع اليهودية المروية على الألسنة ، والتي يظن اليهود أنها ترتفع إلى موسى ن لذلك فإنهم يسمونها " التوراة الشفوية " . ومن المؤكد أن المحاولات الأولى لرواية شرائع المشنا وتدوينها لم تبدأ إلا بعد السبي البابلي في القرن الخامس قبل الميلاد بزمن طويل .وظلت تروى هذه الشرائع دون رقيب ، وسادتها الفوضى الكاملة حتى القرن الأول قبل الميلاد . وبذل العلماء اليهود جهودهم فيما بعد لوضع هذه المرويات في شئ من النظام والنهج ، وأول من هؤلاء العلماء كان " هليل " الذي ولد المسيح في زمانه ، ثم " مائير" .أما الذي قيدها كتابة في وضعها الذي نعرفه فهو " يهودا هاناسئ" ، وكان ذلك حوالي نهاية القرن بعد الميلاد

. والمشنا تنقسم إلى ستة أقسام : الأول : كتاب " زراعيم " أي البذور أو الإنتاج الزراعي ، والثاني : كتاب " مُوعيد " أي العيد ، والثلث : كتاب " ناشيم " أي النساء ، والرابع : كتاب " نزيقين " أي الأضرار ، والخامس : كتاب " قدا شيم " أي المقدسات ، والسادس : كتاب " طها روت" أي الطهارة ز ويحتوى كل قسم من هذه الأقسام على عدة مباحث ، مجموعها للأقسام كلها ثلاثة وستون مبحثاً

. والقسم الثاني ، من أقسام المشنا الستة يسمى " مُوعيد " - أي الأعياد - وهو خاص بالمواسم والأعياد والطقوس التي تقام للاحتفال بالمناسبات الدينية . ويحتوى هذا القسم على أتثنى عشر مبحثاً . ويختص المبحثان الأول والثاني في هذا القسم ، بيوم السبت ، فيوضحان الأحكام التشريعية والأوامر المتعلقة بالحفاظ على قداسة هذا اليوم ، وعدم انتهاك حرمته

. وفيما يلي نسلط بعض الضوء على هذين المبحثين فقط - من بين مباحث هذا القسم - لارتباطهما الشديد بموضوع بحثنا

. المبحث الأول : يسمى " شبات " - أي السبت - وخُصص لبيان كيفية الاحتفال بأيام السبت ، وما يجب على اليهودي القيام به منذ غروب يوم الجمعة ، وحتى غروب شمس السبت . ويوضح هذا المبحث ، المحرمات التي يجب على اليهودي الابتعاد عنها في هذا اليوم ، ويؤكد على ضرورة الكف عن القيام بأي عمل ، وعدم إيقاد النار في ساعات السبت . ويعتبر هذا المبحث تفصيلاً لما ورد في العهد القديم من فقرات تشير إلى تقديس يوم السبت وكيفيته

وقد أشتمل هذا المبحث على أربعة وعشرين فصلاً ، تضمنت التشريعات والقوانين التي نظمت بصفة رئيسية كيفية المحافظة على قداسة السبت ن وذلك على النحو التالي :

الفصل الأول : ويتضمن قوانين نقل الأشياء - مثل الأدوات والأمتعة - في يوم السبت من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة ، والأعمال التي لا يجب أن تفعل قبل الدخول في وقت السبت مباشرة

. الفصل الثاني :ويتناول عملية إشعال شموع السبت ، والواجبات الأخرى التي يتحتم على اليهودي إنجازها عند غروب شمس يوم الجمعة

. الفصل الثالث والرابع : وفيهما تُذكر الوسائل التي تُتبع لتسخين الطعام والإبقاء عليه دافئاً ، والوسائل غير المسموح بها والمحظورة في هذا الشأن حيث إن تقييد إشعال النيران واستخدام الكهرباء يفرض على اليهودي نظاماً خاصاً في يوم السبت

. الفصل الخامس : ويتحدث عن الأشياء التي يجب أن توضع على الحيوان ، أو التي تُربط إليه ، إذا ما خرج به اليهودي في يوم السبت

. الفصل السادس : ويهتم بالتزين والهيئة العامة لليهودي ، والملبس الذي يجب أن يرتديه في يوم السبت

. الفصل السابع :ويذكر عدداً من تقدمات الخطية التي يجب أن تقدم عندما تنتهك حرمة السبت وقداسته بطريق السهو والخطأ ، كما يحصى هذا الفصل تسعة وثلاثين عملاً رئيسياً ممنوع القيام به يوم السبت

. الفصول الثامن والتاسع والعاشر :تتناول القوانين والنظم المتعلقة بتحديد كميات الأشياء التي تنقل في يوم السبت ، ومقدارها ، وطريقة نقلها

. الفصل الحادى عشر : وفيه قوانين تتعلق بإلقاء الأشياء من مكان إلى آخر

. الفصل الثاني عشر : ويتضمن قوانين البناء والطرق وعزق التربة لاقتلاع الأعشاب الضارة ، وقوانين الكتابة وجمع الحطب والعشب

. الفصل الثالث عشر : ويشتمل على التشريعات والقوانين الخاصة بعملية النسج والغزل والحياكة وقص المنسوجات أو تمزيقها ، كما يتضمن بعض قوانين الصيد

. الفصل الرابع عشر : ويتناول التشريعات الخاصة بالصيد وتحضير الأدوية

الفصل الخامس عشر : وفيه قوانين تتعلق بربط العد ، وطي الملابس والملاءات ، والثياب الخاصة بيوم السبت .

. الفصل السادس عشر : ويشتمل على الوسائل التي قد تنقذ من الحرائق ، وكذلك الأعمال التي يجب على غير اليهودي القيام بها لصالح اليهودي في يوم السبت

. الفصلان السابع عشر والثامن عشر : وفيهما تحديد للأواني والأوعية والأدوات وغير ذلك من الأشياء المسموح بلمسها أو حملها وتحريكها في يوم السبت ، وما يجب أن يقدم من عون ومساعدة في حالات الولادة سواء كان ذلك للنساء أو للحيوانات

. الفصل التاسع عشر : ويتناول مشروعية الختان في يوم السبت

. الفصل العشرون : ويحتوى على قوانين عصر العنب وصناعة النبيذ مع وإطعام الماشية

. الفصل الواحد والعشرون :ويوضح أسلوب التعامل مع الأشياء المسموح بلمسها ، وكذلك الأشياء التي لا يجب لمسها ، ولكن يجب إزالتها يوم السبت ، كما يوضح كيفية تنظيف مائدة الطعام ومسحها بعد كل وجبة

. الفصل الثاني والعشرون :يبين الأسلوب الواجب إتباعه في تجهيز الطعام ، والاستحمام والمسح بالزيت في يوم السبت

. الفصل الثالث والعشرون :يتحدث عن قوانين الاقتراض ، وسحب القرعة ، والأعمال الحسابية ، وتحضير جثة الميت للدفن

. الفصل الرابع والعشرون : يشتمل على القوانين التي تنظم التحرك والانتقال وتجاوز الآخرين على الطرق في يوم السبت ، وكذلك إطعام الحيوانات

. المبحث الثاني : يسمى " عيروفين " - أي التوصيلات - ويختص بتحديد الانتقال من مكان إلى آخر في يوم السبت . ويأتى هذا المبحث في المشنا ، بعد مبحث السبت " شبات " مباشرة ، ويعتبر امتدادا له . ويتناول هذا المبحث الحدود والمسافات التي يسمح فيها لليهودي بالتحرك في أيام السبت - ونجد إشارات في العهد الجديد لها ، وعلى سبيل المثال ( أعمال الرسل 1: 12)- ويبين تحريم نقل الأشياء من مكان خاص إلى آخر عام في أيام السبت ، كما يشتمل على قوانين تحكم استخدام الآبار والحدائق أيام السبت ، ويضع قواعد تحديد دائرة المعابد .[ دائرة المعارف اليهودية - نقلاً عن د . محمد الهوارى / السبت والجمعة ]

: استقبال السبت

. " أ " استعدادات الأسرة اليهــودية عشــية السبت : تعيش الأسرة اليهودية في جو خاص عشية السبت ، قبل غروب شمس اليوم السادس " الجمعة " ، بل قد يشعر اليهودي في هذا الجو منذ صبيحة يوم الجمعة حيث تبدأ الاستعدادات للسبت ؛ فتنهض النساء في الصباح الباكر لصناعة الخبز والفطائر ، وإعداد الطعام ، وتجهيز كل احتياجات السبت . ويحرص كل يهودي في بيته على المشاركة بنفسه في هذه الاستعدادات الخاصة باستقبال يوم السبت ، حتى لو كان لديه خدم يعملون في البيت . فحتى هؤلاء الأشخاص الذين لا يهتمون بأداء أية واجبات منزلية طوال الأسبوع ، يجدون أنفسهم مدفوعين للمشاركة في إعداد متطلبات السبت واحتياجاته . وهذه المشاركة الجماعية تجسد لنا تقديرهم وحبهم لهذا اليوم ، وتبرز مدى أهميته باعتباره يوم احتفال أسبوعي ، له طابع ديني اجتماعي

. " ب " ملابس السبت : يحرص اليهود دائماً على استبدال ملابسهم قبل دخول السبت فينزعون ثيابهم العادية ، ويرتدون ثياباً خاصة للسبت . وتخصيص ملابس جميلة لهذا اليوم هو دليل على إجلالهم واحترامهم للسبت المقدس ، الذي يعتبرونه " عروساً " في ليلة زفافها ، مما يجعلهم يتزينون ويلبسون أبهى ما لديهم حتى تتناسب هذه المظاهر مع مهرجان العُرس وبهجته . ولأنهم يعتبرون - أيضاً- السبت " ملكة "، فإنهم يتهيئون لاستقباله بما يليق باستقبال ملكة أو عظيم

. " ج " شمــوع السبت : يبدأ السبت بمباركة الشموع في البيت مساء يوم الجمعة . فعند غروب شمس يوم الجمعة ، أو عندما تجتمع الأسرة حول المائدة للاحتفال بتناول وجبة عشية السبت ، تقوم الأم بإشعال شموع السبت على المائدة التي يغطيها مفرشها الأبيض ، والتي تزدان بأفضل ما تقتنيه الأسرة من أدوات مائدة صينية و فضية

. إن إشعال الشموع هو بمثابة إعلان عن لحظة الدخول في السبت ، نهاية أيام العمل الدنيوي ، وبدء تقديس اليوم السابع . وعلى وجه العموم ، فإن إشعال شموع السبت يتم قبل غروب شمس يوم الجمعة . ويقوم المعنيون بهذا الأمر ، سواء في إسرائيل أو بلاد الشتات ، بتحديد التوقيت الدقيق لإشعال الشموع ، حسب موقع كل مدينة ، ويترتب على ذلك اختلاف في تحديد ساعة الغروب لكل منطقة . وقد أعتاد يهود بعض المناطق على النفخ في أبواق خاصة للإعلان عن دخول السبت ، أو إطلاق صفير خاص للإعلان عن لحظة إشعال الشموع

. وعادة النفخ في البوق - لهذا الغرض - هي من العادات القديمة جداً عند اليهود [ يشوع 6] . ففي " الجمارا " ، يروى أنهم كانوا ينفخون في البوق ست نفخات عشية السبت ، لحث جميع اليهود على إنجاز ما بأيديهم من أعمال ، وإنهاء جميع الاستعدادات الخاصة ، وكذلك للإعلان عن موعد إشعال الشموع والدخول في السبت

وفيما يتعلق بمهمة إشعال شموع السبت ، فإن الزوجة - سيدة البيت - هي التي تقوم بذلك . وبينما هي تتأهب لأداء هذه المهمة ، وأثناء وقوفها أمام الشموع مرتدية ، أجمل ثيابها ومتزينة بحليها ، تُظلل بكفيها على عينيها لحجب ضوء الشموع - كما يفعل ذلك كل الحاضرين معها - وتترنم وتبارك لإشعال شمعة السبت ، قائلة :" مبارك أنت يارب ، إلهنا ، ملك العالم ، الذي قدسنا أوصياه ، وأمرنا بإشعال شموع السبت ". [ دائرة المعارف اليهودية - نقلاً عن د . محمد الهوارى / السبت والجمعة ].

. مباركة الأبناء عشية السبت : بعد عودة الآباء إلى البيت ، قادمين من المعبد بعد صلاة مساء السبت ، إعتاد بعضهم أن يبارك أبناءه ببركة خاصة . فيضع الأب يديه على رأس ابنه قائلاً :" يجعلك الرب كأفرايم ومنسى " ، ويبارك ابنته قائلاً :" يجعلك الرب مثل سارة ، ورفقة ، وراحيل ، وليئه ". ويختم الأب هذه البركات ، ببركة الكهنة التي يقول فيها :" يباركك الرب ، ويحفظك ، ويضئ الرب وجهه لك ، ويغفر لك ، ويعفو عنك ، ويمنحك السلامة "

: ود ا ع الســبت

. يودع اليهود السبت بمراسم خاصة تناسب مكانة هذا اليوم الذي أستقبله الجميع استقبال ملكة أو " عروس " . فبعد غياب شمس يوم السبت ، وحلول الظلام ، وظهور النجوم في السماء ، تغنى الأم مرحبة باستقبال أسبوع جديد ، وتمدح الرب وتحمده على أفضاله ونعمه التي يسبغها عليهم

. وعندما يعود الأب من المعبد ، يجمع أسرته من أجل بركة " الهفدالاه " التي تتلى عند انتهاء نهار السبت ، بمناسبة رحيل " العروس " . وفى هذه المناسبة ، تحضر علبة من الطيب ، تنبعث منها روائح عطرية طيبة ، تشفى الروح التي أحزنها رحيل السبت . ويؤتى أيضاً بكأس مملوء حتى حافته بالنبيذ . وتتلى في هذه المناسبة أيضاً، بركة على الشمعة التي لا يمكن أن تُشعل ولا تُبارك طوال يوم السبت

والشمعة المستخدمة في احتفالات وداع السبت ، تعرف بــ" شمعة الهفدالاه " ، وهى ذات فتائل كثيرة مجدولة في ضفيرة واحدة ، وقد صُنعت خصيصاً لهذه المناسبة .

. وفى بداية مراسم وداع السبت ، يسود المكان سكون وهدوء تام ، حيث يستنشق الجميع روائح الطيب الذكية . ثم يقترب كل منهم من الشمعة ، ويضع الجميع أيديهم مبسوطة فوق شعلة الشمعة ، على مسافة يشعرون فيها بدفء نار الشمعة ، وذلك حتى تنعكس ظلال أصابعهم على سقف المكان. وترمز هذه الظلال إلى انتهاء اليوم ورحيله

. وعندئذ ينشد رب الأسرة قائلاً :" مبارك أنت ، إلهنا ، ملك العالم ، الذي ميز بين النور والظلمة ، وبين المقدس والمدنس ، وبين السبت وغيره من أيام الأسبوع ". ثم يقوم رب الأسرة بغمس طرف الشمعة في النبيذ ، أو بسكب النبيذ على الشمعة المشتعلة فوق صحن " الهفدالاه " المزخرف ن الذي يمسك به أحد الأطفال . وعند انطفاء الشمعة ، يكون السبت قد انقضى

التــــــقويم العبري

التاريخ اليهودي يجعل نقطة بدايته خلق السماوات والأرض وعلى هذا فإن العام العبري الذي يقابل عام 1996 الميلادي هو عام 5756 العبري .

. وحساب الشهور في السنة العبرية يتبع دورة القمر . بينما يتبع حساب السنين دورة الشمس . ومن أجل تطابق السنة القمرية مع السنة الشمسية يضيف اليهود شهراً كل ( 3 ) سنوات وبهذا تكون سنتهم الكبيسة مكونة من ( 13 ) شهراً مرة كل ( 3 ) سنين . وشهر النسئ (أى الزيادة ) يتم إقحامه بعد شهر آذار العبري ، بهذا يكون في السنة الكبيسة شهران باسم آذار .. ( آذار الأول ، وآذار الثاني ) . ويحسب الأول 3. يوماً ، أما الثاني فيحسب على أساس 29 يوماً [ الفكر الديني الإسرائيلي ص 195]

أسئلة للمناقشة

- ترى هل من السهولة معرفة تاريخ اليهود في الجزيرة العربية ، ولماذا ؟‍ ‍‍

... .......................................................

... .......................................................

- منذ متى بدأ التأريخ العبري ، وما هو أول كتاب بهذا المعنى ؟

... .......................................................

... .......................................................

. - أكتب موجزاً تكشف فيه عن كيفية دخول اليهود للجزيرة العربية

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

- ترى لماذا تختلف الديانة اليهودية عن أي دين آخر ؟

... .......................................................

... .......................................................

- كيف يصور القرآن عقيدة اليهود ، ذاكراً بعض الآيات القرآنية تؤيد رأيك هذا ؟

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

- هل أثر اليهود في عرب الجاهلية ؟ وكيف ؟‍